2012-03-04 12:35:11

البابا يزور رعية القديس يوحنا دولاسال في حي تورّينو بروما ويدعو المؤمنين للصعود إلى جبل التجلي لنيل نور الله


قام البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد بزيارة لرعية القديس يوحنا دولاسال في حي تورّينو بروما حيث احتفل بالذبيحة الإلهية بحضور حشد غفير من أبناء الرعية ومؤمني أبرشية روما. تخللت القداسَ عظة للبابا أكد فيها أن القديس بولس الرسول يذكّر المؤمن بأن الله قدم تضحية كبيرة، إذ ضحى بابنه الوحيد الذي مات على خشبة الصليب ليتغلب على الموت والخطيئة. يقول رسول الأمم في رسالته إلى أهل رومة: "الله الذي لم يضنَّ بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، فكيف لا يهب لنا معه كل شيء؟" (رومة 8، 32). وتابع البابا يقول: إذا أسلم الله ابنه لنا جميعا فلا أحد يستطيع أن يتهمنا ويديننا ويفصلنا عن حبه اللامتناهي.

بعدها انتقل البابا للحديث عن إنجيل هذا الأحد الذي يتناول التجلي إذ ظهر يسوع بمجده قبل أن يضحي بنفسه على الصليب وأعلنه الله الآب ابنه الحبيب داعيا الرسل للإصغاء إليه. أراد يسوع من التلامذة الثلاثة الذين اصطحبهم معه أن يفهموا أن الطريق المؤدية إلى المجد وطريق المحبة التي تنصر على الشر تمر من خلال التضحية بالذات ومن خلال الصليب.

هذا ثم حيا البابا جميع المشاركين في الذبيحة الإلهية خاصا بالذكر نائبه العام على أبرشية روما والأساقفة المعاونين، كما حيا أخوة المدارس المسيحية لافتا إلى أن هذه الكنيسة تحمل اسم مؤسسهم. وتابع يقول: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء يتعين علينا نحن أيضا أن نصعد إلى جبل التجلي لننال نور الله كي ينير وجهه وجهنا جميعا مشيرا إلى أن المؤمنين يلتقون بالله من خلال الصلاة الفردية والجماعية وأكد أن الله يريد أن يدخل في علاقة شخصية مع كل واحد منا ليبدلنا من الداخل. كونوا رسلا للمسيح في البيئات التي تعيشون وتعملون وتدرسون فيها. واغتنم بندكتس السادس عشر هذه الفرصة للإشادة بالمبادرات التي أطلقتها الرعية في مجال الكرازة الجديدة بالإنجيل.

تابع البابا عظته قائلا: على المؤمنين أن يعيشوا إيمانهم جماعيا، والرعية هي المكان الذي نتعلم فيه كيف نعيش الإيمان في قلب الكنيسة. وأمل أن تكون "سنة الإيمان" مناسبة ملائمة تتمكن فيها هذه الرعية من النمو في خبرة التعليم المسيحي ليصبح حي تورّينو كله قادرا على عيش إيمانه بعمق وتخطي "الأمية الدينية" وهي من أبرز المشاكل التي نواجهها اليوم.

بعدها ذكر بندكتس السادس عشر بأن العائلات والجماعة المسيحية عامة مدعوة إلى تربية الأجيال الفتية على الإيمان في ضوء توجيهات الكنيسة ومجلس أساقفة إيطاليا دون أن تنسى تعاليم القديس يوحنا دولاسال. وشدد أيضا على أهمية الإفخارستيا في الحياة الشخصية والجماعية وتمنى أن يكون القداس الإلهي في صلب يوم الأحد الذي ينبغي أن نعيد اكتشافه ونعيشه كـ"يوم الرب والجماعة"، يوم نرفع فيه التمجيد لمن مات وقام من بين الأموات من أجل خلاصنا.

وختم البابا عظته مذكرا المؤمنين بأن زمن الصوم يقودنا من جبل طابور، جبل التجلي، إلى طريق الجلجلة حيث ضحى المسيح بحياته حاملا على كتفيه عبء نتائج الشر والخطيئة، لكنه قام في اليوم الثالث منتصرا على الموت والشر. وأكد أن زمن الصوم يعدنا للاحتفال شخصيا بسر الإيمان العظيم هذا، الذي نحتفل به في الثلاثية الفصحية، ثلاثية آلام وموت وقيامة الرب.

 

لمحة عن رعية القديس يوحنا دولاسال

رعية القديس يوحنا دولاسال في حي تورّينو بروما تأسست في الأول من تشرين الأول أكتوبر 2000 بمرسوم من نائب البابا العام على أبرشية روما آنذاك الكاردينال كاميلو رويني. تم تكريس كنيسة الرعية في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر 2009 وتحمل اسم القديس يوحنا دولاسال شفيع المربين. وتوجد داخل الكنيسة لوحة كبيرة لهذا القديس من إبداع الرسام ماريو كافارو تعود للعام 1960 وقدمها لأبرشية روما "أخوة المدارس المسيحية". وقد وُضعت تحت المذبح ـ بالإضافة إلى ذخيرة لهذا القديس ـ ذخيرتان أخريان إحداهما للقديس جان ماري فياني والأخرى للبابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين. تجدر الإشارة إلى أن نطاق الرعية يشمل منطقة تعد زهاء 12 ألف نسمة، علما أن معظم الأسر التي يبلغ عددها 3116 تتألف من أزواج شبان وأطفالهم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.