2012-02-10 13:33:01

رسالة البابا إلى المشاركين في مؤتمر دولي بعنوان "يسوع معاصرنا" ينظمه في روما مجلس أساقفة إيطاليا


بدأت يوم أمس الخميس في العاصمة الإيطالية أعمال مؤتمر دولي بعنوان "يسوع معاصرنا" وينعقد بمبادرة من لجنة "المشروع الثقافي" التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا. يستمر المؤتمر لغاية الحادي عشر من الجاري ويشارك في الأعمال ممثلون عن العالم الكاثوليكي وخبراء من عالم الفكر والثقافة والفن من مختلف الأديان والدول.

للمناسبة بعث البابا بندكتس السادس عشر برسالة إلى رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال أنجيلو بانياسكو أشار فيها إلى وجود مؤشرات عديدة تُظهر أن اسم يسوع ورسالته استقطبا على مر العصور اهتمام وانتباه شريحة كبيرة جدا من البشر ومن بين هؤلاء أشخاص لم يقبلوا بكلمة الخلاص. وهذا الأمر يحفزنا كمسيحيين على السعي إلى إدراك الوجه الحقيقي للمسيح وتقديمه للآخرين، وقال البابا إنه ألف كتابيه حول "يسوع الناصري" لهذه الغاية بالذات.

بعدها ذكر البابا أن "أنجلة الثقافة" وهو ما تسعى إليه لجنة "المشروع الثقافي" ترتكز إلى القناعة بأن حياة الفرد والشعب يمكن أن تتحرك وتتبدل بقوة الإنجيل لنبلغ في نهاية المطاف ملء الرسالة وحقيقتها. وأشار بندكتس السادس عشر إلى أنه خلال حبريته سطر في أكثر من مناسبة أهمية أن نفتح لله طريقا في قلوب البشر وحياتهم.

تابع البابا يقول: يجب أن نوكل حياتنا إلى الله، الذي رأينا وجهه في شخص يسوع المسيح الممتلئ نعمة وحقيقة. إن يسوع هو مفتاح الحكمة والمحبة وهو من يبقي شعلة الرجاء مضاءة إزاء الشر والموت. وحياة يسوع الناصري التي من أجلها يُضطهد ويتألم أشخاص كثيرون حول العالم يجب ألا تبقى محدودة ضمن إطار تاريخي لأنها مسألة مقررة بالنسبة لإيماننا اليوم.

مضى بندكتس السادس عشر إلى القول: لقد دخل يسوع المسيح التاريخ البشري إلى الأبد وما يزال يحيا فيه بجماله وقوته. يعيش في جسم هش يحتاج دوما للتطهير لكنه مليء بالمحبة الإلهية. وهذا الجسم هو الكنيسة. الكنيسة تتضرع إليه في ليتورجيتها، لتمجده وتبتهل منه عطية الحياة الأصيلة.

إن كون يسوع معاصرنا ـ قال البابا ـ يتجلى بنوع خاص في سر الإفخارستيا الذي يتواجد فيه الرب من خلال آلامه وموته وقيامته. هذا ما يجعل الكنيسة معاصرة لكل إنسان وقادرة على معانقة كل الكائنات البشرية على مر العصور لأن الروح القدس يقود خطاها ويعضدها في مواصلة عمل المسيح في التاريخ.

في ختام رسالته تمنى البابا أن تتكلل أعمال المؤتمر بالنجاح ومنح المشاركين فيه فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.