2012-02-09 16:00:25

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يترأس قداسا احتفاليا لمناسبة عيد مار مارون


ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم الخميس في كاتدرائية مار جرجس، وسط بيروت، قداسا احتفاليا لمناسبة عيد مار مارون، الموافق تاريخ التاسع من شباط فبراير، وألقى عظة استهلها بالقول: من موت يسوع المسيح، فادي الإنسان، على جبل الجلجلة وقيامته، ولدت البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة فتمجد ابن الله في السماء وعلى الأرض بإيمان الشعوب وخلاصهم. وكان لا بد من أن يسبق عظمة المجد بالقيامة إذلال الموت على الصليب. فكان المسيح "حبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت، فأتت بثمر كثير"، وبهذا فتح نهجا للحياة المسيحية بل لحياة كل إنسان، تبعه القديس مارون، "فوقع" في أرض قورش من نواحي إنطاكيا "حيث سُمي أول مرة المؤمنون بالمسيح مسيحيين"، و"مات" عن العالم بالتقشف والصلاة، "فولدت" الكنيسة المارونية وانتشرت في كل بقاع الأرض. وهكذا تحققت كلمة الرب في الإنجيل:"يشبه ملكوت السماء، أي سر الكنيسة ـ الشركة، حبة خردل، أخذها رجل وزرعها في حقله، وهي أصغر كل الزروع، ولما كبرت، كانت أكبرها، وتصير شجرة حتى إن طيور السماء تأتي وتعشعش في أغصانها".

وأضاف البطريرك الراعي: نأمل أن يكون نهج حبة الحنطة نهج كل واحد منا، ونهج مؤسسات الدولة وإدارتها لكي ينمو لبنان ويكبر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ولا مجال لذلك إلا بالجمع بين موجبات العمل السياسي والإداري والمبادئ الأخلاقية، وبممارسة هذا العمل بروح الخدمة والتجرد وإخلاء الذات في سبيل الخير العام والشفافية مقرونة بالمناقبية والكفاءة والفعالية، كما وبالتفاني الصادق في سبيل الخير العام، والالتزام بتعزيز حقوق المواطن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي.

وأشار البطريرك الراعي في عظته إلى أن الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" يذكّرنا بأن النهوض بلبنان مهمة مشتركة، وبأن الجماعات المتنوعة، من مسيحيين ومسلمين على اختلاف طوائفهم، التي تؤلف نسيجه الاجتماعي والوطني هي ثروة وفرادة. فلا بد من حفظ التعاون بالمساواة والتوازن فيما بينها، وفقا لنص الدستور وروحه. فينبغي علينا أن نكوّن رؤية واقعية للنهوض على أساس الوعي التاريخي للكيان اللبناني، وإدراك كل طائفة هويتها الخاصة بها والقيمة المتخصصة التي تقدمها من أجل تحقيق هذا النهوض. إن هذه القيمة الخاصة هي التي تتكوّن من علاقة كل جماعة بالكيان اللبناني وميثاقه ورسالته، وفقا لمراحل ومحطات من تاريخها تميزت به، ويتوارثها أبناؤها من جيل إلى جيل. إنه من الضرورة بمكان أن تلتفت كل طائفة إلى وجدانها الوطني التاريخي في ضوء قيمتها وإرثها. عندئذ نستيطع إبرام عقد اجتماعي جديد، يجدد الميثاق الوطني، ميثاق العيش معا بالاحترام المتبادل والمساواة والتعاون، ميثاق تحييد لبنان عن المحاور الإقليمية والدولية، وميثاق تبنّي لبنان قضايا السلام والعدالة والديمقراطية في الأسرتين العربية والدولية. وختم البطريرك الماروني عظته بالقول: نرفع صلاتنا إلى الله بشفاعة القديس مارون، لكي ينير سبيلنا إلى ما فيه مجده وعزة لبنان وخير شعبه.








All the contents on this site are copyrighted ©.