2012-02-09 16:00:31

"أُدخلْ مخدَعَكَ وصلِّ" رسالة البطريرك غريغوريوس الثالث بمناسبة الصوم الأربعيني الكبير المقدس لعام 2012


"في هذه الظروف المأساوية التي تعيشها بلادنا العربية، وبخاصة سورية، ندعو كهنتنا وجميع المؤمنين أن يجعلوا من وقت الصِّيام الكبير، وقتا للصلاة والتوبة والضراعة لأجل السلام والتضامن والوحدة والحوار والاحترام المتبادل بين جميع المواطنين. والمخلِّصُ كفيل بأن يجعل مرحلة الصَّوم الكبير طريقا يقودنا إلى الفرح الحقيقي، فرح القيامة والحياة". هذا ما كتبه البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك في رسالته بمناسبة الصوم الأربعيني الكبير المقدس لعام 2012 بعنوان "أُدخلْ مخدَعَكَ وصلِّ".

قال البطريرك غريغوريوس الثالث:" أدخل مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك في الخفية" (متى6،6) هذه هي دعوة السيد المسيح يوجهها لتلاميذه وبها أتوجه إلى أبناء وبنات كنيستي الروميّة الملكية الكاثوليكية في مطلع الصيام الأربعيني، فالدعوة التي وجهها السيد المسيح إلى تلاميذه يوجهها إلينا في هذا الزمن داعيا إيانا إلى التعمق في حياتنا الروحية.

تابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم يقول إن قداسة البابا بندكتس السادس عشر يدعو في رسائله وخطاباته إلى الصمت بعد تلاوة الإنجيل وبعد سماع العظة، وبعد المناولة المقدسة. يا ليتنا ندخل نحن أيضًا الصَّمت ولو لدقائق معدودة، أثناء الاحتفال بليتورجية القداس الإلهي، وبالصلوات والرتب والأسرار، وبحيث نتأمل بكلمة الله ونتبادل الاعتبارات والخبرات الروحية بشأنها، من خلال مشاركة روحية، يكون فيها إغناء متبادل بين الحاضرين والمشاركين. أجل نحن بحاجةٍ إلى الذهاب إلى العُمق! نحن بحاجة إلى الدخول إلى أعماق نفوسنا، إلى هيكلنا الداخلي، إلى معبدنا الداخلي، نحن بحاجةٍ إلى الهدوء والسكينة والتأمل والصمت والإصغاء.

شدّد البطريرك غريغوريوس الثالث على أن الحياة الروحية التي نُدعى إليها أثناء الصوم المبارك، وإلى تكثيفها وتعميقها، هي الكفيلة بالتغلب على الآفات العصرية التي أشارت إليها الوثيقة المدخلية الأولى لسينودس تشرين الأول 2012 وعنوانه وموضوعه:"بشرى الإنجيل المتجدِّدة" حيث نقرأ: "إن سمات الفهم العلماني للحياة طبعت بطابعها التصرف اليومي للعديد من المسيحيين وقد خلقت الذهنية المُتَعيَّة والاستهلاكية المسيطرة فيهم ميلا نحو السطحية والأنانية التي من الصعب مقاومتها. وهناك خطر حقيقي يُهدّد بفقدان العناصر الأساسية للإيمان، مما سيؤدي إمَّا إلى السّقوط في ضمور روحي وفراغٍ في القلب. أو على العكس، إلى السقوط فريسةَ أشكالٍ تعويضية للانتماء الديني، أو روحانيةٍ غامضة.

وفي إطار هكذا سيناريو، تابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يقول:"يقدِّم التبشيرُ الجديد نفسه على شكل تشجيعٍ تحتاجه الجماعات الكنسية المتعَبة، لإعادة اكتشاف الفرح المسيحيّ، واستعادة الدفءِ السابق (رؤيا 2/4) والحرية في البحث عن الحقيقة". ودعا المؤمنين إلى إعادة اكتشاف الصمت وأبعاده مشدّدا على أهميّة تربية الشبيبة بخاصةٍ على الصمت والهدوء وأهمية التقشف والنسك والإماتة اليومية.








All the contents on this site are copyrighted ©.