2012-02-05 16:05:57

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يذكر بالإيمان بمحبة الله لمواجهة المرض


أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس المغطاة بالثلج، واستهل كلمته متحدثا عن إنجيل اليوم بحسب القديس مرقس وشفاء يسوع المرضى: أولا، حماة سمعان بطرس التي كانت ملقاة على الفراش محمومة فأخذ يسوع يدها وأنهضها ومن ثم حُمل إليه جميع المرضى في كفرناحوم "فشفى كثيرين على اختلاف العلل وطرد كثيرا من الشياطين" (مرقس34،1).

أضاف الأب الأقدس: يُجمع الإنجيليون الأربعة على أن الشفاء من الأمراض ومختلف العلل، يشكل مع البشارة، النشاط الأساسي ليسوع في حياته العامة. فيسوع المسيح جاء ليقتلع الشر من جذوره، والشفاءات تسبق انتصاره، بموته وقيامته. وتوقف البابا عند كلمات يسوع قائلا "ليس الأصحاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى"، وقصد بذلك الخطأة الذي جاء ليدعوهم ويخلصهم.

إن المرض، أضاف البابا بندكتس السادس عشر، حالة إنسانية نختبر خلالها بقوة الحاجة للآخرين، وبهذا المعنى نستطيع القول إن المرض قد يشكل وقتا سانحا نختبر خلاله اهتمام الآخرين وإعطاء انتباه للآخرين! ومع ذلك فإن المرض يشكل على الدوام محنة، قد تكون طويلة وصعبة. وعندما لا يتم الشفاء وتطول المعاناة، تكتئب هكذا حياتنا، ولكن كيف علينا أن نتصرف؟

بالطبع، قال الأب الأقدس، ومع العلاجات الملائمة، حقق الطب خلال هذه السنوات خطوات كبيرة جدا، لكن كلمة الله تعلمنا أن هناك تصرفا أساسيا لمواجهة المرض، وهو الإيمان بالله، بصلاحه. ويكرر يسوع ذلك على الدوام للأشخاص الذين يشفيهم "إيمانك خلصك". وحتى أمام الموت يستطيع الإيمان أن يجعل ممكننا ما هو غير ممكن إنسانيا. ولكن الإيمان بأي شيء؟ الإيمان بمحبة الله ـ قال البابا ـ هذا هو الجواب الحقيقي الذي يتغلب على الشر. وكما واجه يسوع الشرير بقوة المحبة المعطاة له من الآب، نستطيع نحن أيضا أن نواجه ونتغلب على محنة المرض من خلال جعل قلبنا على الدوام مغمورا بمحبة الله.

وأضاف البابا: نعرف جميعنا أشخاصا تحملوا آلاما فظيعة لأن الله أعطاهم هدوءا عميقا. أفكر بمثل الطوباوية كيارا بادانو التي مرضت وهي في عز شبابها: فكل الذين عادوها نالوا منها نورا وثقة! ومع ذلك، نحتاج كلنا للاهتمام الإنساني خلال المرض، مشيرا لأهمية القرب الصادق لتشجيع شخص مريض.

كما وذكر الأب الأقدس في ختام كلمته بالاحتفال السبت القادم الحادي عشر من شباط فبراير الموافق وعيد عذراء لورد، باليوم العالمي للمريض، طالبا من مريم، شفاء المرضى، الصلاة من أجلنا.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا بندكتس السادس عشر تحياته بلغات عديدة وذكر بالاحتفال هذا الأحد في إيطاليا بيوم الحياة للدفاع عن الحياة التي لم تبصر النور بعد وتوقف عند رسالة الأساقفة بعنوان "شباب منفتحون على الحياة"، وقال: أنضم إلى رعاة الكنيسة في إيطاليا في التأكيد على أن الشباب الحقيقي يتحقق في قبول الحياة، محبتها وخدمتها.








All the contents on this site are copyrighted ©.