2012-02-05 15:04:56

الإنجيل وقفة تأمّلية عند كلمة الحياة


في ذلكَ الزَّمان: لمَّا خَرَجَ يسوعُ مِنَ المَجمَع، جاءَ إِلى بَيتِ سِمعانَ وأَندَراوس، ومعَهُ يَعقوب ويوحَنَّا. وكانَت حَماةُ سِمعانَ في الفِراشِ مَحمومة، فأَخَبَروه بأمرِها. فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى، وأَخَذَت تَخدمُهُم. وعِندَ المَساء بَعدَ غُروبِ الشَّمْس، أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلى يسوعَ جَميعَ المَرْضى والمَمْسوسين. وَاحتَشَدَتِ المَدينةُ بِأَجمَعِها على الباب. فَشَفى كثيرًا مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيرًا مِنَ الشَّياطين، ولَم يَدَعِ الشَّياطينَ تَتَكَلَّم لأَنَّها عَرَفَتهُ. وقامَ عِندَ الفَجْرِ مُبَكِّرًا، فخَرجَ وذهَبَ إِلى مَكانٍ قَفْر، وأَخذَ يُصَلِّي هُناك. فَانَطَلَقَ سِمْعانُ وأَصْحابُه يَبحَثونَ عَنه، فوَجَدوه. وقالوا له:"جَميعُ النَّاسِ يَطلُبونَكَ". فقالَ لَهم:"لِنَذهَبْ إِلى مَكانٍ آخَر، إِلى القُرى المُجاوِرَة، لأُبشِّرَ فيها أَيضًا، فَإِنِّي لِهذا خَرَجْت". وسارَ في الجَليلِ كُلِّه، يُبَشِّرُ في مَجامِعِهم ويَطرُدُ الشَّياطين. (مرقس 1،29-39)

 

للتأمل

يقدم لنا إنجيل هذا الأحد ثلاثة أحداث في كفرناحوم: شفاء حماة بطرس، طرد الشياطين وشفاء المرضى، وصلاة يسوع، ومن خلال هذه الأحداث يظهر لنا الإنجيلي مرقس بعض الصفات الأساسية لهوية يسوع، هو الطبيب شافي النفوس والأجساد، هو المصلّي بامتياز يفتتح نهاره ويختتمه بالصلاة.

يخبرنا الإنجيلي مرقس:" كانَت حَماةُ سِمعانَ في الفِراشِ مَحمومة، فأَخَبَروه بأمرِها. فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى". ويتابع ويقول "أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلى يسوعَ جَميعَ المَرْضى والمَمْسوسين فَشَفى كثيرًا مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيرًا مِنَ الشَّياطين" أليست هذه رسالتنا أيضا؟ أن نحمل مرضانا للرب ونتضرع لأجلهم فيتدخّل بنعمته ويشفيهم ليعودوا إلى رسالتهم وخدمتهم على مثال حماة بطرس التي ما إن فارقتها الحمى حتى قامت "وأَخَذَت تَخدمُهُم".

لقد جاء يسوع بيننا لمساعدة جميع البشر، فهو لم يأتِ ليمارس سلطته الإلهيّة، وإنّما ولكن لإعادة بعث الحياة. فالله يبحثُ عن الإنسان وهو يريد أن يمنح البشر العطايا السماويّة.

يدعونا إنجيل اليوم للصلاة على نيّة كلّ من هو بحاجة لشفاء جسدي أو نفسيّ وللالتزام في أعمال الخدمة تجاه إخوتنا، إنما يدعونا أيضا للتمثل بيسوع الذي، وكما يذكرنا الإنجيل، كان دائما يخرج للاختلاء والصلاة.

علينا إذا أن نخصص يوميّا وقتا للصلاة، رغم انشغالاتنا واهتماماتنا، علينا ولو لبرهة قصيرة أن نوقف جميع نشاطاتنا ونفسح مجالا لله وللقاء معه فنأخذ دفعا جديدا في مسيرتنا وننطلق من جديد في مهامنا واضعين كلّ شيء بين يديه وسائرين تحت نظره.

يا رب، لقد اتخذ ابنك الوحيد فقرنا وضعفنا مظهرا لنا معنى الألم وقيمته، بارك إخوتنا المرضى ورافقهم كي لا يشعروا بوحدة المرض وألمه، بل ليتحدوا مع المسيح طبيب الأرواح والأجساد ويتنعموا بالعزاء الذي وحده قادر أن يعطيه لك المجد إلى الأبد.








All the contents on this site are copyrighted ©.