2012-01-29 15:18:45

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن المعنى الحقيقيّ للسلطة


تلا البابا بندكتس السادس عشر كعادته ظهر كل أحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتحدث في كلمته عن إنجيل هذا الأحد (مرقس 1، 21-28) عندما أخذ يسوع يعلّم يوم السبت في مجمع كفرناحوم، المدينة الصغيرة على شاطئ بحيرة الجليل حيث كان يسكن بطرس وأخوه أندراوس. لقد تبِع تعليمه الذي كان يثير دهشة الناس شفاء "رَجُل فيهِ رُوحٌ نَجِس" (آية 23) والذي اعترف بيسوع "قُدُّوسُ الله"، أي المسيح. وفي وقت قليل، ذاع ذكره في كلّ المنطقة حيث كان يطوف معلنا ملكوت الله وشافيا المرضى المصابين بمختلف العلل، بالكلمة والفعل.

تابع الأب الأقدس يقول إن الكلمة التي يوجهها يسوع للبشر تفتح مباشرةً الطريق نحو مشيئة الآب وحقيقة ذواتنا. غير أنه لم يكن كذلك بالنسبة للكتبة الذين كانوا يجهدون أنفسهم في تفسير الكتب المقدسة بأفكار وتأملات متعدّدة. بالإضافة إلى فعالية الكلمة، كان يسوع يجمع فعالية علامات التحرّر من الشر.

فالسلطة الإلهية، قال الأب الأقدس، ليست من قوى الطبيعة. بل هي قوة محبة الله التي تخلق الكون، وبتجسّدها بالابن الوحيد ونزولها إلى بشريتنا، وتشفي العالم الذي أفسدته الخطيئة. فغالبا ما تعني السلطة للإنسان امتلاكا، وتسلّطا ونجاحا. أما بالنسبة لله، فالسلطة هي خدمة وتواضع ومحبة، تعني أن ندخل في منطق يسوع الذي ينحني ليغسل أرجل التلاميذ (يوحنا 13، 5) ويبحث عن خير الإنسان الحقيقي، ويشفي الجراح والقادر أن يحب حبا كبيرا حتى بذل الذات لأنه هو الحب.

وخلص البابا إلى القول: الخميس المقبل في 2 من شباط فبراير نحتفل بعيد تقدمة الرب إلى الهيكل، اليوم العالمي للحياة المكرّسة. فلنتضرع بثقة لمريم الكلية القداسة لكي تقود قلوبنا لننهل دائما من الرحمة الإلهية التي تحرّر وتشفي بشريتنا وتملؤها بكل نعمة وعطف بقوة المحبة.

وفي كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا تحياته للمؤمنين بلغات عديدة وأشار للاحتفال هذا الأحد في فيينا بتطويب هيلديغارد بورجان، أم عائلة،عاشت بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأسّست جمعية راهبات المحبة الاجتماعية، وتحدث أيضا عن الاحتفال هذا الأحد باليوم العالمي لمرضى البرص، وحيّا الرابطة الإيطالية لأصدقاء راوول فوليرو وشجّع كل الأشخاص المصابين بهذا الداء وجميع من يعتنون بهم، ويلتزمون بأشكال متعدّدة في القضاء على الفقر والتهميش، السببين الحقيقيين للإصابة. وذكّر البابا بندكتس السادس عشر باليوم الدولي للصلاة من أجل السلام في الأرض المقدسة، وقال بشركة عميقة مع بطريرك القدس للاتين وحارس الأرض المقدسة، نسأل عطية السلام لهذه الأرض التي باركها الله. كما حيّا البابا شبيبة حركة العمل الكاثوليكي في روما يرافقهم الكردينال أغوسطينو فاليني مع الأهالي والمربين، وشجّعهم على أن يحملوا سلام يسوع إلى كل مكان.








All the contents on this site are copyrighted ©.