2012-01-08 12:25:12

كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي


أطل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد من نافذة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي. قال البابا: نحتفل اليوم بذكرى عماد الرب يسوع، وقد منحت صباحا ستة عشر طفلا سر العماد.

أكد البابا أن ما يجمع بين البشر هو كونهم كلهم أبناء الله. وقال: لا أحد يختار أن يولد لكن خلال مسيرة حياته بإمكان الإنسان أن يتخذ موقفا ناضجا حيال الحياة، إذ باستطاعتنا أن نقبل الحياة كعطية و"نتحول" بالتالي إلى "أبناء" وهذا التحول يمكننا من أن نصير بدورنا والدين، لا من الناحية البيولوجية إنما من الناحية الخلقية.

الله هو أساس الخلق كله وهو أب لكل كائن بشري ويقيم مع كل واحد منا علاقة شخصية. وباستطاعة الإنسان أن يولد من جديد وهذا ما يحصل من خلال الإيمان، من خلال قول كلمة "نعم" لله كأساس وجودنا. فيصبح الله أبا لي في السماوات، لا أراه واسمعه بل أؤمن به وأشعر في صميم قلبي أنه أب لي ولكل أخوتي في البشرية.

إن الإيمان بالله ـ تابع البابا يقول ـ يرتكز إلى يسوع المسيح الذي كشف لنا عن الله الآب وعرّفنا عليه. أن نؤمن بأن يسوع هو المسيح، ابن الله، يسمح لنا بأن نولد مجددا من العلى أي من الله، الذي هو محبة (يوحنا 3، 3). ومن هذا المنطلق إن سر العماد ليس إلا ولادة جديدة تتم بفضل عمل الروح القدس داخل الكنيسة.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، احتفالا بذكرى عماد الرب يُختتم زمن الميلاد. فلنشكر الله على هذا السر العظيم الذي هو مصدر تجدد للكنيسة والعالم كله. الله أصبح ابن الإنسان، ليصير الإنسان ابنا لله. فلنجدد إذا فرح أن نكون أبناء له كأشخاص وكمسيحيين، لقد أبصرنا النور من علاقة الحب التي جمعت الأب والأم، ووُلدنا مجددا بواسطة محبة الله من خلال سر العماد. ولنسأل العذراء مريم، أم المسيح وكل من يؤمن به، أن تساعدنا على أن نعيش كأبناء حقيقيين لله، لا بالقول وحسب بل بالفعل أيضا.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.