2012-01-05 10:01:30

المرأة الأفريقية: أم وصانعة سلام


تحتفل الكنيسة في الأول من كانون الثاني يناير بعيد القديسة مريم والدة الله، وأيضا باليوم العالمي للسلام. يتميز الاحتفال هذا العام بأهمية خاصة بالنسبة لنساء أفريقيا صاحبات دورين على درجة كبيرة من الأهمية، فإلى جانب دور الأمومة التقليدي هن أيضاً "صانعات السلام"، إلا أن هذا الدور لم يلق اعترافا رسميا ووعيا على الأصعدة المحلية والقومية والعالمية سوى في الفترة الأخيرة بعد منح نوبل السلام لثلاث نساء.

لم تسلَّط تسلط الأضواء في الماضي على مساهمة المرأة في منح الغلبة للحوار على صوت السلاح، ولم يحصل نشاطهن هذا على ما يستحق من دعم وتقدير، بينما تغير الأمر بعد أن أهدت إليهن جونسون سيرليف وليما غبوي وتوكل كرمان جائزة نوبل إلى نساء أفريقيا اللواتي "لن يُستبعدن بعد الآن"، وإلى المرأة التي حملت ثقل الحرب، ضحية العنف والعبودية الجنسية، المرأة التي تربي أطفالها وحدها حيث يجبَر الرجال على الرحيل لخوض الحروب.

أتت بعد ذلك خطوة هامة أخرى وهي منح ما تُعتبر جائزة نوبل البديلة للقانونية التشادية جاكلين مودينا، ثم اختيار فاتو بنسودا من غامبيا لتولي منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فكان هذا تأكيدا على اعتراف المجتمع الدولي بالمرأة الأفريقية عنصرا أساسيا للمصالحة والتوفيق بفضل خبراتها الناتجة عن دورها في المجتمع.

كانت أول أفريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام وانغاري ماثاي من كينيا التي توفيت في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، وهي مؤسسة حركة "الحزام الأخضر" التي أعادت تشجير غابات أفريقيا، كما كانت ماثاي مدافعة عن حقوق الإنسان بحزم وضراوة. أما ليما غبوي إحدى الفائزات الثلاث بنوبل السلام للعام الماضي فساهمت بفعالية في إنهاء الحرب الأهلية التي عصفت ببلدها ليبيريا حتى عام 2003 وأُطلق عليها اسم "مقاتلة السلام" بفضل عملها الدؤوب باسم اللا عنف.

كانت فاتو بنسودا من تشاد قبل توليها منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية نائبة المدعي السابق أوكامبا وكان لها دور هام في قضية رواندا التي طُرحت أمام هذه المحكمة. جاكلين مودينا الفائزة بالنوبل البديل هي في المقابل محامية دافعت بضراوة عن ضحايا العنف السياسي لرئيس تشاد السابق حسين حبري معرضة نفسها لمخاطر جمة.

ليست هذه سوى أمثلة على الكفاح المستمر الذي تمارسه النساء انطلاقا من غريزة الامومة ما يستدعي دعمهن والاستفادة من قدراتهن، وتكفي الإشارة إلى التعاونيات الزراعية في أفريقيا في قطاعات هامة مثل الزراعة والتجارة والتربية والتعليم، دون الحديث عن كون هذه التعاونيات رائدة في مجال هام وهو منح القروض الصغيرة.

ولا يمكن في هذا الإطار تجاهل دور الكنيسة الذي تقوم به بشكل خاص من خلال حركات العمل الكاثوليكي، كما أن الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "التزام أفريقيا" يتضمن إشارة واضحة إلى قدرات ومواهب النساء ودورهن سواء داخل العائلة أو المجتمع والتجمع الكنسي. ويدعو الإرشاد الرسولي أساقفة القارة إلى الاهتمام بتأهيل النساء ليتمكنّ من مشاركة فعالة ومسؤولة في الحياة العامة والمدنية والكنسية من أجل مجتمع أكثر إنسانية.








All the contents on this site are copyrighted ©.