2012-01-01 15:06:27

البابا يترأس القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية احتفالا بعيد القديسة مريم والدة الله ويوم السلام العالمي


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد، الأول من يناير كانون الثاني 2012، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس احتفالا بعيد القديسة مريم والدة الله ويوم السلام العالمي بمشاركة حشد غفير من المؤمنين، وألقى عظة قال فيها إن حياة مريم كلها في نور الرب، وأشار إلى أن الكنيسة تشارك في سر الأمومة الإلهية، بواسطة الكرازة التي تنشر في العالم بذار الإنجيل ومن خلال الأسرار التي تنقل للبشر النعمة والحياة الإلهية.

أكد بندكتس السادس عشر في عظته أن السلام وبمعناه الكامل والسامي هو خلاصة جميع البركات، وأشار إلى أن الكنيسة، وفي اليوم الأول من السنة، تبتهل بطريقة خاصة هذا الخير الأسمى وتفعل ذلك على غرار العذراء مريم مظهرة يسوع للجميع لأنه هو "سلامنا" وفي الوقت نفسه الطريق التي من خلالها يبلغ البشر والشعوب هذا الهدف الذي نتوق إليه كلنا.

وفي إشارة لرسالته احتفالا باليوم العالمي الخامس والأربعين للسلام، قال البابا إن التربية على السلام تندرج بالنسبة للجماعة الكنسية في إطار الرسالة التي نالتها من المسيح، وتشكل جزءا لا يتجزأ من الكرازة بالإنجيل، لأن إنجيل المسيح هو أيضا إنجيل العدالة والسلام.

قال البابا إن فتيان وفتيات اليوم يكبرون في عالم أصبح، إذا صح التعبير، صغيرا، حيث الاتصالات بين مختلف الثقافات والتقاليد صارت ثابتة ومستمرة حتى وإن لم تكن دائما مباشرة. وبات ضروريا بالنسبة لهم، أكثر من أي وقت مضى، تعلّم قيمة وأساليب التعايش السلمي والاحترام المتبادل والحوار والتفاهم. الشبان في طبيعتهم منفتحون على هذا السلوك، لكن الواقع الاجتماعي الذي ينمون فيه قد يحملهم على التفكير والتصرف بطريقة عكسية تصل لحدود انعدام التسامح والعنف.

وحدها التربية الصلبة للضمائر تحميهم من هذه المخاطر وتجعلهم قادرين على النضال دائما مرتكزين فقط إلى قوة الحقيقة والخير. هذه التربية تنطلق من الأسرة وتنمو في المدرسة وباقي خبرات التنشئة. الأمر يتعلق أساسا بمساعدة الأطفال والفتيان والمراهقين على تنمية شخصية تجمع بين الحس بالعدالة واحترام الآخر والقدرة على مواجهة الصراعات بدون غطرسة، وقوة الشهادة للخير حتى عندما يتطلب الأمر القيام بتضحيات، والغفران والمصالحة. هكذا يصبحون رجالا ونساء مسالمين حقا وبناة للسلام.

وأكد البابا في عظته أنه، وفي هذا العمل التربوي الموجه إلى الأجيال الجديدة، تقع مسؤولية خاصة أيضا على عاتق الجماعات الدينية. إن كل مسار من التنشئة الدينية الأصيلة يرافق الإنسان منذ صغره ليتعرف على الله، ليحبه ويعمل بمشيئته. الله محبة، إنه عادل ومسالم ومن يريد أن يكرمه عليه قبل كل شيء أن يتصرف كابن يحذو حذو أبيه. يسوع طريق السلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.