2011-12-08 12:16:42

كلمة البابا إلى أهالي بلدة غوبيو لمناسبة إضاءة أكبر شجرة ميلاد في العالم


قام البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس الأربعاء بإضاءة "أكبر شجرة ميلاد في العالم" والتي تقوم بتزيينها مجموعة من المتطوعين كل سنة مع اقتراب عيد الميلاد المجيد منذ العام 1981 بالقرب من مدينة غوبيو بإقليم أومبريا الإيطالي. أضاء الشجرة قداسة البابا بندكتس السادس عشر بواسطة جهاز "تابليت" متصل بالمحول الكهربائي للأنوار. وقد نقلت وقائع هذا الاحتفال محطة "راي أونو" الإيطالية مباشرة على الهواء وتخللته كلمة وجهها البابا إلى سكان غوبيو بواسطة اتصال تلفزيوني مباشر أقامه مركز التلفزة الفاتيكاني.

شكر بندكتس السادس عشر في كلمته المتطوعين الذين ساهموا في إنجاح هذا العمل. وتمنى ألا تتوقف الأنظار عند أفق هذا العالم سائلا الجميع أن يرفعوا أعينهم إلى الأعالي للنظر إلى الله الخالق الذي لا ينسانا أبدا ويريد منا ألا ننساه نحن أيضا. تابع البابا يقول إننا نستعد اليوم للاحتفال بعيد الميلاد، ميلاد المسيح، النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان. وأمل قداسته أن تذكّر شجرة الميلاد جميع المؤمنين بحاجتهم إلى نور يضيء مسيرة حياتهم ويمنحهم الرجاء خصوصا في زمن نرزح فيه تحت وطأة الكثير من الصعاب والمشاكل والمعاناة.

تابع البابا متسائلا: أي نور باستطاعته أن يضيء قلبنا ويهبنا رجاء راسخا وأكيدا؟ إنه الطفل الذي نتأمل فيه في عيد الميلاد داخل مغارة بسيطة لأن الرب أصبح قريبا من كل واحد منا ويسألنا أن نقبله مجددا في حياتنا، ويطلب منا أن نحبه وأن نضع ثقتنا به وأن نشعر بوجوده بيننا وأن يرافقنا ويعضدنا ويساعدنا.

مضى بندكتس السادس عشر إلى القول: تحتوي هذه الشجرة الكبيرة على أنوار كثيرة وتمنى أن يتمكن كل واحد منا من حمل النور إلى البيئة التي يعيش فيها: في العائلة ومكان العمل والحي والقرية والمدينة. وطلب البابا إلى كل مؤمن أن يكون "نورا" للأشخاص القريبين منه، أن يمنحهم الحب وأن يتخلص من الأنانية التي غالبا ما تخنق قلب الإنسان وتحمله على التفكير بنفسه وحسب. وختم البابا مؤكدا أن كل عمل خيّر يقوم به الإنسان، ولو كان بسيطا جدا، هو بمثابة نور يضيء هذه الشجرة الكبيرة، وينضم إلى الأنوار الأخرى ليبدد ظلمة الليل الحالكة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.