2011-12-04 11:29:42

الكاردينال برتوني يتسلّم جائزة يوحنا بولس الثاني للسلام


"كما يتتابع تعليم الطوباوي يوحنا بولس الثاني عن السلام مع خطوط تعليم أسلافه، كذلك تعاليم البابا بندكتس السادس عشر المنيرة والخصبة عن السلام تتبع المسيرة العقائديّة للذين سبقوه على كرسي بطرس" هذا ما قاله الكاردينال ترشيزيو برتوني، عصر السبت، في ريدجو كالابريا عند تسلّمه جائزة يوحنا بولس الثاني للسلام من جمعيّة أناسيلاوس.

وفي كلمته سطّر الكاردينال برتوني اهتمام البابا بندكتس السادس عشر الخاص بالقيم العالميّة التي تجمع الديانات والثقافات ومختلف الأنظمة الفكرية والذي سمح له بتحديد قيمة شاملة، الحقيقة، كأساس للسلام. لذا، وفي خط البابا فويتيلا، لا يكِلُّ الأب الأقدس الحالي من دعوة المسيحيين إلى مركزية يسوع الذي، بهدمه جدران الفصل، أظهر الإمكانية الحقيقية والملموسة والمحدّدة لالتزام من أجل السلام العالمي الذي بدونه يصبح مهددا مستقبل الأرض.

هذا وكان الكاردينال برتوني قد ألقى سابقا محاضرة عن تعليم يوحنا بولس الثاني عن السلام، موضوع محدّد ومهمّ إن من حيث تعلّقه عن كثب بحياته الشخصيّة التي طبعتها الحرب العالمية الثانية، أو من حيث قدرته على التغيير على بعض الأصعدة.

كما ذكّر الكاردينال بالرسالة العامة الأولى في حبرية البابا يوحنا بولس الثاني "فادي الإنسان" ويشير إلى أن "احترام حقوق الانسان الطريق الرئيسي لضمان السلام بين الشعوب. فهذا الرابط بين العدالة والسلام يشكّل النقطة الأساسية لعدّة محاولات لتحقيق السلام على الصعيد المحلّي والأقليمي كما على الصعيد العالمي. هذا وسطّر الكاردينال غنى تعليم يوحنا بولس الثاني، بدءا برسائله في اليوم العالمي للسلام والذي يُحتفل به في الأول من كانون الثاني من كلّ عام.

بعدها سلّط الكاردينال برتوني الضوء على كيفيّة إقتران الأقوال بالأفعال خلال حبريّة فويتيلا: بأسفاره بين الشعوب التي تعيش في حالة حرب، بزياراته للمناطق التي يدمّرها الإرهاب، ومبادراته الاخرى في هذا المجال. في هذا الخطّ تدخل أيضا الأيام العالمية الثلاثة للصوم والصلاة من أجل السلام التي عقدت في أسيزي في 1986، 1993 و 2002 والتي شكّلت محطات مهمّة خلال حبريّته.

كما حدّد الكاردينال برتوني عنصراً مهماً وجديداً نسبيا في تعليم البابا فوييتيلا عن السلام وهو الغفران على المستوى السياسي، إذ لم يدعُ لعيش الغفران كفضيلة شخصيّة فقط، بل اقترحه على المستوى السياسي كموقف لتحقيق المصالحة. وآخر العناصر التي عدّدها الكاردينال في تعليم يوحنا بولس الثاني هو التشجيع الدائم للأفراد ليصبحوا فاعلي سلام، شجعان ومسؤولين، مع اهتمام خاص لثلاث فئات من الأشخاص الذين يولي إليهم الطوباوي الجديد دوراً مهماً: الشباب والمرأة والمسيحيون.








All the contents on this site are copyrighted ©.