2011-12-02 15:52:36

كلمة البابا للمشاركين في المؤتمر العالمي الثالث لرعوية الطلاب الدوليين نظمه المجلس الحبري لرعوية المهاجرين والمتنقلين


استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر الجمعة في الفاتيكان المشاركين في المؤتمر العالمي الثالث لرعوية الطلاب الدوليين، نظمه المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين برئاسة المطران أنطونيو ماريا فيليو، ووجه كلمة أثنى فيها على الالتزام لصالح تنشئة الأجيال الشابة لمواجهة تحديات عالم معولم، وحيا الطلاب الجامعيين الحاضرين، آملا بأن يصبحوا بدورهم روادا في رسالة الكنيسة.

وإذ أشار لموضوع أعمال المؤتمر العالمي "طلاب دوليون ولقاء الثقافات"، قال البابا إن لقاء الثقافات واقع أساسي في زمننا ولمستقبل البشرية والكنيسة ذلك أن الشخص البشري لا يرتقي حقا وتماما لمستوى الإنسانية إلا عن طريق الثقافة، كما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني، وأضاف أن الكنيسة متنبهة لمركزية الشخص البشري، وأكد أن الانفتاح المتبادل بين الثقافات هو اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أرضية مميزة للحوار بين الملتزمين في البحث عن أنسنة حقيقية.

شدد الأب الأقدس على أهمية تشجيع ودعم لقاء الثقافات في الحقل الجامعي، على أساس المبادئ الإنسانية والمسيحية، والقيم العالمية، كي يساعد في نمو جيل جديد قادر على الحوار والتمييز، ملتزم بنشر الاحترام والتعاون لصالح السلام والنمو، وأكد أن الطلاب الدوليين يتحلون بالقدرة ليصبحوا، من خلال تنشئتهم الفكرية والثقافية والروحية، رواد عالم ذي وجه أكثر إنسانية، وتمنى وجود برامج جيدة وفعالة على المستوى القاري والعالمي لتقديم هذه الفرصة لشباب كثيرين.

أشار البابا في كلمته إلى أنه وبسبب نقص تنشئة ذي نوعية وبنيات ملائمة في وطنهم وجراء التوترات الاجتماعية والسياسية أيضا، يزداد عدد الطلاب الدوليين، وشدد بالتالي على ضرورة تقديم تنشئة سليمة متوازنة لئلا يقعوا فريسة "هجرة الأدمغة"، بل ليشكلوا فئة هامة اجتماعيا وثقافيا، من منظار عودتهم لبلادهم وإسهامهم ببناء "جسور" ثقافية، اجتماعية وروحية مع الدول المضيفة.

وأكد الأب الأقدس أن عالم الجامعات يشكل للكنيسة حقلا مميزا للكرازة مذكرا بهذا الصدد برسالته لليوم العالمي للمهاجر واللاجئ للعام القادم، وأشار إلى أن حياة الطوباوي جون هنري نيومان المرتبطة جدا بالإطار الأكاديمي تؤكد على أهمية وجمال تعزيز بيئة تربوية حيث يسير معا كل من التنشئة الفكرية والبعد الأخلاقي والالتزام الديني، وأضاف أن رعوية الجامعات تقدم نفسها للشباب كسند كيما تقودهم الشركة مع المسيح لفهم السر الأكثر عمقا للإنسان والتاريخ. فاللقاء بين الجامعيين يساعد في اكتشاف وتثمين الكنز المخبأ في كل طالب دولي، من خلال اعتبار حضوره كعنصر غنى إنساني، ثقافي وروحي. وختم بندكتس السادس عشر كلمته بتشجيع الطلاب الشباب على الاستفادة من فترة دراستهم للنمو في محبة المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.