2011-11-27 15:25:06

إنجيل الأحد. محطة تأملية عند كلمة الحياة


في ذلك الزمان: قال يسوع لتلاميذِه:"إِحذَروا واسهَروا، لأنَّكم لا تَعلَمونَ متى يَحينُ الوَقْت. فمَثَلُ ذلكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ سافَرَ وترَكَ بَيتَه، وفَوَّضَ الأَمرَ إِلى خَدَمِه، كُلُّ واحدٍ وعمَلُه، وأَوصى البَوَّابَ بِالسَّهَر. فَاسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ متى يأتي رَبُّ البَيت: أَفي المَساء أَم في مُنتَصَفِ اللَّيل أَم عِندَ صِياحِ الدَّيك أَم في الصَّباح، لِئَلاَّ يَأتيَ بَغتَةً فَيجِدَكُم نائمين. وما أَقولُه لَكم أَقولُه لِلنَّاسِ أَجمَعين: اِسهَروا". (مرقس 13/ 33-37)

 

للتأمل

ها قد أتى زمن المجيء، ومع زمن النعم هذا تبدأ سنة طقسيّة جديدة نعيش من خلالها أسرار حياة يسوع وتاريخ الخلاص. يدعونا إنجيل هذا الأحد للحذر والسهر. إنّه سهر العالم الذي أثقلته الخطيئة وينتظر وصول المخلّص، الأب المحبّ الذي بيسوع المسيح أظهر لنا عنايته وأعطانا ذاته.

زمن المجيء بأسابيعه الأربعة هو زمن التحضير الروحيّ لميلاد يسوع المسيح، هو زمن مميّز، نسترجع فيه صوت الأنبياء الذين أعلنوا مجيء المخلّص، ونعيش انتظار ورجاء شعب العهد القديم الذي كان ينتظر رؤية تحقيق وعد الله.

في هذا الزمن نتأمّل إيمان الذين دعاهم الله ليحققوا مشروعه الخلاصيّ: يوحنا المعمدان، يوسف ومريم العذراء. في هذا الزمن المبارك نعيش مسيرة فهم لعمق سرّ تجسّد ابن الله، السرّ الذي طبع تاريخ البشريّة.

إن الكنيسة تبدأ اليوم سنة طقسيّة جديدة ومسيرة جديدة للإيمان الذي يذكّر من جهة بمجيء يسوع المسيح ومن جهة أخرى ينفتح على إتمام مشيئته. لذا فكل واحد منّا، وخصوصا في زمن المجيء الذي يُعدّنا لميلاد الرب، بإمكانه أن يسأل نفسه: ماذا أنتظر؟ إلى أين يتمطّى قلبي في هذه الفترة من حياتي؟ قبل ولادة يسوع كان انتظار المسيح قويا لدى اليهود لأنه سيحرر الشعب من أشكال العبودية وينشر ملكوت الله. لم يفكّر أحد بأن المسيح سيولد من فتاة متواضعة تُدعى مريم، لم تُفكر هي أيضا بهذا الأمر لكن انتظار المخلص كان كبيرا في قلبها وكان إيمانها ورجاؤها كبيرين. الله نفسه أعدّها لهذا الأمر. هناك توافق عجيب بين مجيء الرب ومريم، المخلوقة "الممتلئة نعم" فلنتعلّم منها، من امرأة المجيء، أن نعيش حياتنا اليومية بروح متجدد وبمشاعر الانتظار العميق لمجيء الرب.








All the contents on this site are copyrighted ©.