2011-11-20 13:58:46

إنجيل الأحد


قالَ الربُّ يسوع: "متى جاءَ ابنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، وجميعُ الملائكَةِ مَعَهُ، يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِهِ. وتُجمَعُ لديهِ جميعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بعضهُم من بعض، كما يُمَيِّزُ الراعي الخِرافَ مِنَ الجِداء. ويُقيمُ الخِرافَ عن يمينِهِ والجِداءَ عن شِمالِه. حينئذٍ يقولُ الملِكُ للذينَ عن يمينِهِ: تَعالَوا، يا مُبارَكي أبي، رِثوا الملكوتَ المُعَدَّ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَم؛ لأنِّي جُعتُ فَأطعَمتُموني، وعَطِشْتُ فَسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فَآوَيتُموني، وعُريانًا فَكَسَوتُموني، ومَريضًا فَزُرْتُموني، ومَحْبوسًا فَأتَيتُم إليّ. حينئذٍ يُجيبُهُ الأبرارُ قائلين: يا رَبّ، متى رَأيناكَ جائعًا فَأطعَمناك، أو عَطشانَ فَسَقَيناك؟ ومتى رَأيناكَ غَريبًا فَآوَيناك، أو عُريانًا فَكَسَوناك؟ ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو مَحبوسًا فَأتَينا إلَيك؟ فَيُجيبُ المَلِكُ ويقولُ لهم: الحَقَّ أقولُ لَكُم: كُلُّ ما عَمِلتُموهُ لأحَدِ إخوَتي هؤلاءِ الصغار، فَلي عَمِلتُموه! ثُمَّ يقولُ للذينَ عَن شِمالِهِ: إذهَبوا عَنّي، يا مَلاعين، إلى النارِ الأبديّةِ المُعَدَّةِ لإبليسَ وجُنودِه؛ لأنّي جُعتُ فما أطعَمتُموني، وعَطِشْتُ فما سَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فما آوَيتُموني، وعُريانًا فما كَسَوتُموني، ومَريضًا ومَحبوسًا فما زُرتُموني! حينئذٍ يُجيبُهُ هؤلاءِ أيضًا قائلين: يا ربّ، متى رأَيناكَ جائعًا أو عَطشانَ أو غَريبًا أو مَريضًا أو مَحبوسًا وما خدمناك؟ حينئذٍ يُجيبُهُم قائلاً: الحقَّ أقولُ لكم: كُلُّ ما لم تَعمَلوهُ لأَحَدِ هؤلاءِ الصغار، فلي لَم تَعملوه. ويذهَبُ هؤلاءِ إلى العَذابِ الأبديّ، والأبرارُ إلى الحياةِ الأبديَّة".(متّى 25/31-46)

 

التأمّل

يضعنا يسوع في هذا المثل كلّ أمام حقيقة حياته، ففي نهاية المطاف سوف نُحاسب على ما عملناه لله وللقريب. يقول القديس يوحنا الصليب:"عند الغروب سنُحاسَبُ على الحب". فالحب يولِّدُ عمل الخير، والخدمة وبذل الذات في سبيل مَن نُحِب.

تحتفل الكنيسة اليوم بعيد يسوع المسيح الملك، وهذه مناسبة لكلّ منا ليفكر بحياته الشخصيّة: هل يسوع المسيح هو الذي يملك حقا على حياتي؟ هل أهتم لخير الأشخاص الذين يضعهم الله في حياتي؟

تقول الأم تريزا دي كالكوتا أنها كانت دائما تحاول جاهدة لتعطي شيء للأشخاص الذين كانت تُصادفهم، حتى ولو ابتسامة صغيرة، ونعلم جيّدا ما استطاعة تحقيقه في حياتها. كلنا نذكر الطوباوي يوحنا بولس الثاني وكيف قام بزيارة الرجل الذي حاول اغتياله وسامحه في سجنه طالبا إليه أن يصلي لأجله. كلّ هذه الأعمال تنبع من قلب مصلٍّ ومنفتح على محبة الله والقريب. فلنَدَع إذا يسوع يملك على قلوبنا!

يسوع هو الملك، وملكه يحلُّ بصمت وبشكل سرّي في قلب كلّ إنسان معطياً إياه الفرح والسلام الحقيقيّ الذي لا يمكن للعالم أن يعطيه. مُلكه ملكُ سلام وعدالة، حبٍّ ونعمة، هو ملكٌ ينبع من بذله لذاته ومن حبّه الخلاصيّ من أجلنا. فلنستسلم له وليملك على قلوبنا، فنتعلَّم منهُ ومعَهُ أن نبذل حياتنا في سبيل الآخرين.








All the contents on this site are copyrighted ©.