البابا يلتقي المتطوعين الكاثوليك احتفالا بالسنة الأوروبية للعمل التطوعي

استقبل البابا بندكتس السادس عشر ظهر الجمعة في الفاتيكان عددا كبيرا من المتطوعين الكاثوليك في أوروبا المشاركين في لقاء نظمه المجلس البابوي "قلب واحد" (كور اونوم) برئاسة الكردينال روبير سارا، احتفالا "بالسنة الأوروبية للعمل التطوعي"، ووجه كلمة إلى زائريه ضمّنها تحية شكر لملايين المتطوعين الكاثوليك الذين يساهمون، بانتظام وسخاء، في رسالة الكنيسة من خلال أعمال المحبة في العالم، وأشار إلى أنه وفي الوقت الحاضر المطبوع بالأزمات، يشكل التزامهم دافعا للثقة، يظهر أن الخير موجود وينمو على الرغم من المصاعب.

أكد الأب الأقدس أن العمل التطوعي ليس بالنسبة للمسيحيين تعبيرا عن الإرادة الطيبة فقط وأشار إلى أن المسيح قدّم حياته لخير الجميع، وذكر بعنوان رسالته العامة الأولى "الله محبة" متوقفا عند كلمات يسوع في إنجيل القديس متى "أخذتم مجانا فمجانا أعطوا"، وأضاف أن نعمة المسيح تقوي دعوتنا من أجل المحبة في خدمة الآخرين بدون أي مقابل، فنكون هكذا أدوات مرئية لمحبة الله في عالم لا يزال يتوق بعمق لهذه المحبة وسط الفقر والوحدة والتهميش.

وإذ أشار إلى أن العمل التطوعي الكاثوليكي لا يستطيع الإجابة على كل الاحتياجات شدد البابا على ضرورة التحلي دوما بالشجاعة، وأكد أن القليل الذي نفعله لمساعدة المحتاجين هو كزرع جيد ينمو ويعطي ثمرا كثيرا وهو علامة حضور المسيح ومحبته وحثهم أيضا كمسيحيين على المشاركة بفعالية في حياة المجتمع ليجعلوه أكثر إنسانية، مطبوعا بالعدالة والتضامن، وذكّر أيضا بأن لقاءه اليوم مع المتطوعين الكاثوليك في القارة الأوروبية يتزامن والاحتفال بعيد القديس مارتان الأسقف، وقال إنه مثال للمحبة في أوروبا والعالم بأسره.

وختم بندكتس السادس عشر كلمته مشجعا الشباب على أن يكتشفوا في العمل التطوعي طريقا للنمو في المحبة التي تعطي الحياة معناها الأكثر عمقا.