2011-11-05 16:28:34

عظة البابا في لقاء صلاة بمناسبة افتتاح العام الدراسي في جامعات روما الحبرية


التقى البابا بندكتس السادس عشر طلاب الجامعات الحبرية بروما عصر أمس الجمعة، في لقاء صلاة بمناسبة افتتاح العام الدراسي، بحضور رئيس مجمع التربية الكاثوليكية الكاردينال زينون غروكولفسكي وحشد من رؤساء الجامعات والأساتذة.

بعد التحية، استهل البابا كلمته قائلا: 70 سنة مضت على إصدار البابا بيّوس الثاني عشر للإرادة الرسولية:"معنا" التي أسس بها الهيئة البابوية للدعوات الكهنوتية، بهدف تعزيزها ولحث المؤمنين على الصلاة ليرسل الله لشعبه كهنة مستحقين أن يحملوا اسمه.

وفي هذه المناسبة سلط البابا الضوء على أهمية سرّ الكهنوت المقدس، فالهيئة البابوية للدعوات الكهنوتية، أتت كرد واضح وصريح لنداء يسوع المسيح:"الحصادُ كثير ولكن العملة قليلون. فاسألوا رب الحصاد أن يرسل عملة إلى حصاده"، وكانت دافعا لتأسيس منظمات أخرى على سبيل الذكر منظمة سيرّا العالمية التي تأسست في الولايات المتحدة منذ 60 سنة وسُميت تيمنا بالأب جونيبرو سيرّا وتعنى بدعم وتشجيع الدعوات الكهنوتية وبتقديم الدعم المادي للطلاب الاكليريكين. قال البابا:"تأسست الهيئة البابوية للدعوات الكهنوتية، في ذكرى القديس كارلو بورّوميو، شفيع الطلاب الاكليريكيين، فإليه نرفع صلاتنا ونطلب شفاعته في تنشئة ونمو الدعوات الكهنوتية."

ذكّر البابا برسالة القديس بطرس، التي تدعونا للتأمل بدور الكاهن ورسالته، والتي من خلالها يبدو جليا لنا دور الكاهن وأهمية منذ بداية الجماعات المسيحية، فيقول القديس بطرس:"أما الشيوخُ الذين بينكم، فاني أعظهم أنا الشيخَ مثلهم والشاهد لآلام المسيح ومن له نصيب في المجد عند تجلّيه: ارعَوا قطيع الله الذي وُكِل إليكم واحرسوه طوعا لا كرها، كما يريد الله، وكونوا قدوة للقطيع."

تابع البابا قائلا:عظيمة هي دعوة الكاهن! فهي استمرارية لدعوة الرسل، تستمد قوّتها واستمرارها من العلاقة الشخصية بيسوع المسيح، وتغذيها الصلاة والشغف في حمل البشرى وخبرة إيمان الرسل، فعلى الكاهن أن يكون بانسجام تام مع المسيح، فيساهم معه في إحلال الملكوت، بروح خدمة وبالتزام راعوي مجّاني.

في أساس الدعوة الكهنوتية يأتي اللقاء بيسوع المسيح، والقدرة على سماع صوته في وسط جلبة هذا العالم والإجابة على دعوته مثل القديس بطرس:"يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ ونحن آمنّا وعرفنا أنك قدوس الله"، وتأتي أيضا الرغبة في البقاء معه كتلميذي عماوس:"أمكث معنا فقد حان المساء" والرغبة في حمل بشرى الإنجيل للعالم.

خادم الإنجيل هو الذي يسمح للمسيح بأن يمتلكه، ويعرف كيف يمكث معه، ليكتمل كل شيء "كما يريد الله" حسب مشيئة محبته. على الكاهن أن يقوم بخدمة الأسرار "لا لمكسب خسيس، بل لما فيه من حميّة" لأن الكهنوت هو سر يناله المدعو بنعمة من الله وببذل ذات يومي من أجل الله والإخوة، حسب قول الإنجيل:"أخذتم مجانا فمجانا أعطوا"، فالكهنوت عطية من جود الله، لذا فمجد الكاهن هو بالحب المبذول على الصليب.

وخلص البابا قائلا: "لقد تأملنا بسر الكهنوت، ولكن باستطاعة كل منا استخلاص عناصر مهمة لعيش حياته المسيحية بملئها، فكلنا مدعو لتفعيل علاقة يومية بيسوع، من خلال لقاء شخصي وبتسليم ذاته لله كأداة حب لإعلان الإنجيل، وبحسب مشيئته. إتّحدوا بالرب، فزمن دراستكم في روما هو نعمة من الله تكتشفون من خلاله عظمة الكنيسة الكاثوليكية وغناها. فليعطكم الرب الإله، بشفاعة مريم العذراء، كرسي الحكمة، عاما دراسيا ناجحا."








All the contents on this site are copyrighted ©.