2011-11-03 15:41:34

عظة البابا بندكتس السادس عشر في قداس لراحة نفس الكرادلة والأساقفة المتوفين في 2011


إحتفل البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم في بازيليك مار بطرس بالفاتيكان بالذبيحة الإلهية لراحة نفوس الكرادلة والأساقفة الذين أنهوا مسيرة حجهم الأرضي هذا العام، سائلا الله أن ينمّي فينا الإيمان بالحياة الأبدية وبشراكة القديسين.

استهل البابا عظته قائلا: يذكرنا القديس مرقس الإنجيلي في النص الذي سمعناه أن الرسل أنفسهم عند سماع قول يسوع:"إن ابن الإنسان سيُسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم. لم يفهموا هذا الكلام، وخافوا أن يسألوه"، ونحن أيضا أمام الموت نقف مندهشين ومذهولين من قدرة هذا الإله الذي انحنى علينا وأخذ طبيعتنا الضعيفة وغلب الموت، وولدنا من جديد ليعيدنا إلى مجد طبعنا الأول.

بحسب قول القديس بولس:"قد اعتمدنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته فدُفنّا معه بالمعمودية لنموت فنحيا معه حياة جديدة". أصبح موت المسيح مصدر حياة لنا، لأن به سكب الله حبّه علينا "فليس بعد الآن من هلاك للذين هم في المسيح"، وهذا هو رجاؤنا.

بخشبة الصليب نلنا حياة جديدة وأبدية، بخشبة الصليب اندحرت الخطيئة واستعادت الخليقة هدفها ومعناها، فحبّة الحنطة وقعت في الأرض، ولم تبق وحدها بل ماتت وأخرجت ثمارا كثيرة وكانت باكورة لإخوة كثيرين.

وخلص البابا قائلا: رجاؤنا متعلق بمشيئة الآب والابن، حسب قول يسوع "يا أبت، إن الذين وهبتهم لي، أريد أن يكونوا معي حيث أكون" وبين هؤلاء الذين وهبهم الآب ليسوع المسيح، إخوتنا الذين نحتفل اليوم بالذبيحة الإلهية عن راحة نفوسهم، هم أيضا عرفوا الآب بواسطة يسوع المسيح وخبِروا محبته فأقام فيهم وفتح لهم حياة السماء. فلنشكر الله على نعمه اللامتناهية، ولنصلِّ بشفاعة مريم العذراء ليبلغ كل من إخوتنا الراقدين كمال سرّ الشراكة مع الثالوث الأقدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.