كلمة البابا إلى أعضاء مؤسسة يوحنا بولس الثاني

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي أعضاء مؤسسة يوحنا بولس الثاني. وجه الحبر الأعظم لضيوفه الثلاثمائة كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم في الفاتيكان خاصا بالذكر الكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش الذي كان أمين سر للبابا الراحل.

بعدها أشاد الأب الأقدس بالجهود التي تبذلها مؤسسة يوحنا بولس الثاني على مختلف الأصعدة المتمثلة في الحفاظ على الإرث الروحي الذي كان البابا فويتيوا شاهدا له ونقله إلى الأجيال الناشئة. وأضاف بندكتس السادس عشر أن المؤسسة تسعى إلى تحقيق هذا الهدف من خلال مركز التوثيق والدراسات حول حبرية يوحنا بولس الثاني الذي لا يكتفي بجمع الأرشيف والمواد المتعلقة بالبابا بالولندي بل يقوم بإصدار منشورات وينظم معارض ومؤتمرات وأحداثا علمية وثقافية بهدف نشر تعاليم البابا فويتيوا ونشاطه الإنساني.

أكد البابا أن يوحنا بولس الثاني لم يسع قط إلى اجتذاب المؤمنين إليه وربطهم بشخصه بل بشخص يسوع المسيح وبالتقليد الرسولي والجماعة الكاثوليكية المتحدة مع مجمع الأساقفة وعلى رأسهم خليفة بطرس. لم تخل كلمة بندكتس السادس عشر من الإشارة إلى مهمة أخرى ملقاة على عاتق المؤسسة وتكتسب قيمة إنسانية وثقافية كبرى ألا وهي توفير التنشئة لرجال الدين والعلمانيين خصوصا أولئك القادمين من دول أوروبا الوسطى والشرقية، وهي مسألة كان عزيزة جدا على قلب البابا الراحل.

أشار البابا إلى أن المراكز التابعة لمؤسسة يوحنا بولس الثاني في لوبلين، وارصو وكراكوفيا تستضيف سنويا العديد من الطلاب القادمين من دول عانت في الماضي من القمع الأيديولوجي الممارس من قبل الأنظمة الشيوعية. يتابعون دراسات في مختلف المجالات العلمية ويحتكّون مع تقاليد روحية مختلفة ويوسّعون آفاقهم الثقافية قبل أن يعودوا إلى دولهم حيث يساهمون في إغناء الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، السياسية والكنسية.

بعدها شكر البابا الحاضرين على نشاطهم السخي وسأل لهم شفاعة البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني وأوكل مستقبل المؤسسة للعناية الإلهية ومنح الكل فيض بركاته الرسمية.