2011-10-18 16:40:27

كلمة الكاردينال توركسون خلال المؤتمر الصحفي حول لقاء أسيزي


عُقد صباح اليوم في دار الصحافة الفاتيكانية مؤتمر صحفي لتقديم وعرض يوم التأمل والحوار والصلاة من أجل السلام والعدالة في العالم الذي سينظَّم في السابع والعشرين من الجاري في مدينة أسيزي تحت شعار "حجاج الحقيقة، حجاج السلام". شارك في هذا المؤتمر الصحفي عدد من الشخصيات الهامة من بينها الكاردينال بيتر توركسون رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الذي تحدث عن هدف هذا اللقاء مستعيرا كلمات البابا بندكتس السادس عشر خلال لقائه في ألمانيا بالجالية المسلمة، فاختصر الهدف الرئيس بهذه الكلمات "التعبير ببساطة عن رغبة رجال الدين وأصحاب النوايا الحسنة تقديم مساهمتهم الخاصة من أجل بناء عالم أفضل، مع الاعتراف في الوقت نفسه بضرورة تعزيز الحوار والاحترام المتبادل لمنح هذه المبادرة كفاءة أكبر".

ذكّر الكاردينال توركسون باستمرار العالم بعد ربع قرن من لقاء أسيزي الأول في الحاجة للسلام، ما يستدعي استمرار اللقاء "مسيرة مشتركة لشعوب من أقطاب العالم كافة نحو الوحدة في عائلة واحدة". وعن تحديات اليوم أشار إلى "الأزمة الاقتصادية والأزمات المؤسساتية والاجتماعية والديمقراطية ، أزمة الغذاء، الهجرات المتزايدة، الأشكال الخبيثة من الاستعمار الجديد، مآسي الفقر والجوع، الإرهاب العالمي، والتفرقة والتعصب الديني المتناميين".

رفض في حديثه فكرة استغلال الدين، أيا كان، سياسيا، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في مصر، ثم أوضح الرباط الوثيق بين السلام والحقيقة قائلا "لا يمكن لمسيرة الأديان نحو العدالة والسلام إلا أن تتم بالبحث المشترك عن الحقيقة" وأضاف "لهذا أراد البابا بندكتس السادس عشر أن يتم لقاء أسيزي ليس فقط تحت راية الصلاة والصوم بل والحج أيضا باعتباره مسيرة سمو ونقاء وتوجه إلى نقطة أعلى والالتزام بواجب مشترك". وأكد هنا أن البحث عن الحقيقة يعني النظر إلى الآخرين بشكل أكثر تفهما وتفتحا والعمل معا لما فيه المصلحة المشتركة.

ختم الكاردينال توركسون متحدثا عن السلام فقال "لا تكفي لبلوغه المعرفة النظرية وحدها، بل هناك حاجة لتعبئة روحية، ولا يمكن تفعيل الطرق الجديدة والنشاط الحميد إلا بإقامة علاقات إيجابية وفتح الضمائر أمام الحقيقة العظمى والخير الأكبر، الله. انفتاح هو مكتوب أيضا في نفوس غير المؤمنين".

أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان  يتحدث عن المشاركة في يوم أسيزي

في إطار المؤتمر الصحفي نفسه تحدث أيضا أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان المطران بييرلويجي تشيلاتا فأشاد بوضوح تقديم الكاردينال توركسون للحدث الهام لكنه أراد التأكيد، انطلاقا من خبرته في المجلس، على اختلافات التراث والتقاليد الدينية بين الأديان وتأثيرها على المجتمعات، خاصة في تلك الدول التي تتمتع فيها المؤسسات الدينية بمساحات تعبير كبيرة. يمنح هذا الواقع المتنوع ليوم أسيزي أهمية خاصة لحث ممثلي الديانات المختلفة على البحث، كل في مراجعه الدينية، عن سبل تعزيز ودعم القيم المشتركة وتطبيقها على أرض الواقع.

أطلع بعد الذلك الحضور على المشاركة في الحدث فأشار إلى 176 من ممثلي غير المسيحيين وغير اليهود وإلى المشاركة المتوقعة لأربعة ممثلين للديانات التقليدية في أفريقيا وأمريكا وأيضا الهند التي تعتبر هذه مشاركتها الأولى. أكد مشاركة ممثلي الهندوسية، الجاينية، السيخ، الزرادشت، البهائية، البوذية، الطاوية، الكونفوشية الشنتوية.

وأخيرا أشار بشكل خاص إلى المشاركة الإسلامية التي قد تتأثر هذا العام بالأوضاع الحالية في الدول العربية والشرق الاوسط إلى جانب تزامن الحدث مع مؤتمر الدوحة لحوار الأديان وموسم الحج إلى مكة.








All the contents on this site are copyrighted ©.