2011-10-05 16:12:08

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية، الأربعاء 5 تشرين الأول أكتوبر 2011


سوريا

تزداد الأزمة السورية تعقيدا سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي وذلك بعد فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يدين العنف الذي تواجه به دمشق الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر. استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض، الفيتو، لإعاقة مثل هذه الخطوة الهامة رغم إدخال تعديلات على النص تخفف من حدة القرار وتزيل الإشارة الصريحة إلى فرض عقوبات على سوريا. أثار موقف البلدين، عضوي مجلس الأمن الدائمين، استياء الولايات المتحدة وأوروبا فعلق السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة بأن الفيتو لن يمنح السلطات السورية حرية تصرف مطلقة، مشيرا إلى ما وصفه بتنازلات قُدمت للصين وروسيا، بينما أكد اعتبار بلده اللجوء إلى الفيتو "إزدراء للمصالح المشروعة التي يتم النضال من أجلها في سوريا". فرنسا من بين أربع دول تقدمت بمشروع القرار مع ألمانيا وبريطانيا والبرتغال.

عبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة عن استياء بلادها الشديد في التعامل مع هذا "التحدي الاخلاقي الملح والتهديد المتنامي للسلام الإقليمي"، كما قالت. وللحديث عن الأوضاع الأقليمية نقلت وكالات الأنباء توجه عقيد في الجيش السوري انضم للانتفاضة إلى تركيا ما سيؤدي دون شك إلى تفاقم التوتر بين البلدين الجارين خاصة بعد مواقف حكومة إردوغان الحادة والصريحة من تعامل سوريا مع الاحتجاجات.

علق مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن مستبعدا توقف الدول الراعية للمشروع عن المحاولة مجددا لأنها "أعلنت منذ البداية حربا إعلامية ودبلوماسية وسياسية ضد سوريا". أما على الصعيد الداخلي فأشارت وكالة رويترز إلى تأثر الاقنصاد السوري بعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبية المتمثلة في حظر استيراد النفط السوري رغم صغر حجم الصادرات السورية. وذكرت الوكالة أيضا أن سوريا تعاني من تراجع احتياطات النقد الأجنبي ما دفع السلطات الشهر الماضي إلى فرض حظر على الواردات لكنها اضطرت لإلغاء هذا القرار بعد ارتفاع الأسعار واستياء طبقة التجار صاحبة النفوذ التي تدعم الأسد، حسب رويترز. من جهة أخرى بث التلفزيون السوري مساء أمس مقابلة مع فتاة قالت إنها زينب الحصني التي وجهت منظمة العفو الدولية الاتهامات إلى السلطات السورية بقتلها والتمثيل بجثتها، وكان أقارب الفتاة قد عثروا عليها حسب المنظمة بالصدفة في مشرحة مستشفى في مدينة حمص خلال تعرفهم على جثة أخيها. نفت الفتاة في اللقاء اعتقالها وقالت إنها هربت من منزل العائلة منذ فترة بسبب تعذيب أشقائها لها. أدان الناشطون السوريون بالطبع هذه المسرحية حسب كلماتهم.  

نعود إلى مجلس الأمن وتفاصيل فشله في إصدار القرار حيث بررت روسيا لجوءها إلى الناتو على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة بأن مشروع القرار استند إلى منطق المواجهة وأن فرض العقوبات التي أُطلق عليها في النص المعدل للقرار اسم "إجراءات محددة الأهداف" أمر غير مقبول. أما الصين فترى أن قرار الأمم المتحدة لن يؤدي إلى تحسن في الأوضاع السورية حسب المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية الذي وصف ما يقترح القرار بضغط أعمى. أيد هذا القرار خلال التصويت 9 دول بينما امتنعت 4 عن التصويت.

ليبيا

أجرت قناة العربية لقاء مع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي أكد فيه أن "الخلافات بين الليبيين لن تحول دون تشكيل حكومتهم المرتقبة بعد التحرير". وتحدث عن كون الشريعة الإسلامية  مصدر التشريع الرئيس وأن "الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف هو ما سيكون في ليبيا". تطرق الحديث أيضا إلى نبأ فتح الكنيس اليهودي في طرابلس فنفاه عبد الجليل وقال إن الشعب الليبي هو من سيقرر مصير هذا الملف عند الاستفتاء على الدستور.

من جهة أخرى دعا رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج إلى إنهاء مظاهر التسلح الثقيل في العاصمة التي خلقت لدى السكان مشاعر الخوف وعدم الأمان. تتحول هذه المشارع حسب بلجاج إلى "رعب" ما دفعه للدعوة إلى منع انتشار الأسلحة الثقيلة "إلا للجهات المخولة التابعة للمجلس العسكري في طرابلس". يبدو حديثه رسالة موجهة إلى تشكيلات أخرى من الثوار لا تتبع مجلس طرابلس، وقال بوضوح "من لا يعترف بالمجلس العسكري في طرابلس لا يعترف بشرعية المجلس الوطني".

أما من تونس فنقل محامو رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي علي محمود عن موكلهم أن القذافي ليس فقط في ليبيا يقود الهجوم المضاد للقوات الموالية له، بل يشارك بنفسه في القتال جنبا إلى جنب مع رجاله.

اليمن

يستمر القتال في اليمن مسفرا عن المزيد من الضحايا حيث أطلق جنود موالون للرئيس علي عبد صالح حسب وكالة رويترز قذائف مدفعية على مسلحين يساندون المحتجين في تعز، ونقلت الوكالة شهادة أحد سكان المدينة على "إطلاق القوات الحكومية القذائف من التلال والمتاريس الأمنية، من مستشفى الثورة وساحة الحرية"، وتحدث عن قصف المناطق السكنية المختلفة وعن تراشق بالنيران في بعض الحالات.

أسفر استخدام القذائف في العاصمة صنعاء أمس عن مقتل شخصين وإصابة ستة، وذكر طبيب أن الضحايا مدنيون أصيبوا بعد سقوط قذيفة في سوق حي تتقاتل للسيطرة عليه القوات الحكومية وقوات موالية للواء علي محسن المنشق على الرئيس صالح. صرح الطبيب أنه تلقى تهديدات بالقتل لمساعدته الجرحى.

على الصعيد السياسي تشكك المعارضة في جدوى الحوار مع حكومة تعتبرها المعارضة المسؤولة عن فشل محاولات وساطة الأمم المتحدة التي رحل مندوبها جمال بن عمر عن اليمن الاثنين. وذكرت العربية أن المندوب أكد في حديثه إليها على "عدم وجود مؤشرات لأي تطور للدخول في عملية سياسية جديدة". سيقدم بن عمر تقريرا للأمم المتحدة حول زيارته لليمن التي استمرت نحو أسبوعين.

 تتصاعد من جهة أخرى  المخاوف الدولية من توسع وجود تنظيم القاعدة في اليمن بسبب ضعف السيطرة الحكومية، وبشكل خاص في محافظة أبين حيث يسيطر إسلاميون على بعض المناطق.

إيران ـ تركيا

نقلت وكالات الأنباء انتقادت الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تركيا على استضافتها منشأة رادار للإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسي حيث يعتبر الهدف من هذه الخطوة حماية إسرائيل في حال نشوب نزاع مسلح مع إيران. ذكر أحمدي نجاد في مقابلة للتلفزيون الإيراني أن إسرائيل "تخشى سقوط صواريخنا على أراضيها إذا قامت بتحرك ضدنا"، وأكد أن بلاده عبرت للسلطات التركية عن استيائها.

يرى المحللون السياسيون في إقدام تركيا على هذا الإجراء مؤشر تحسن مستمر في التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتركيا منذ غزو العراق عام 2003. وأشارت بي بي سي من جانبها إلى مؤشرات أخرى لتعميق التعاون مثل محادثات الطرفين الشهر الماضي حول إمكانية نشر طائرات تجسس أمريكية دون طيار على الأراضي التركية مع استكمال الانسحاب الأمريكي من العراق، أو إطلاع الولايات المتحدة تركيا على بعض المعلومات التي تحصل عليها طائرات التجسس الأمريكية في إطار التعاون مع الجيش التركي ضد المتمردين الأكراد.

تعكس تصريحات الرئيس الإيراني التأثر السلبي للعلاقات الإيرانية التركية في الفترة الأخيرة بلهجة تركيا الحادة في انتقادها النظام السوري. من الطريف في المقابل أن البلدين تجمعهما علاقات اقتصادية وثيقة رغم اتهام الولايات المتحدة إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.








All the contents on this site are copyrighted ©.