2011-10-05 13:53:34

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن المزمور 23 ويكرر نداءه لمساعدة القرن الأفريقي


وجه البابا بندكتس الـ16، خلال مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، نداء ملحا إلى الجماعة الدولية لتهب سريعا لنجدة ومساعدة سكان القرن الأفريقي الذين يعانون مجاعة كبرى نتيجة الجفاف المستشري منذ أشهر طويلة.

قال البابا: لا تنفك الأنباء المأساوية الواردة حول جسامة المجاعة التي تفتك بسكان منطقة القرن الأفريقي. أكرر ندائي الحار والملح ودعوتي إلى الجماعة الدولية لكي تواصل عملها والتزامها تجاه تلك الشعوب المنكوبة، وأحث الجميع على رفع الصلوات والأدعية وتقديم العون الحقيقي والملموس لإخوة وأخوات كثيرين يعانون هذه المحنة، وبنوع خاص الأطفال الذين يموتون يوميا في تلك المنطقة بسبب الأمراض ونقص المياه والغذاء.

هذا وحيا بندكتس الكاردينال روبرت ساره رئيس المجلس الحبري قلب واحد والمطران جورجو برتين المدبر الرسولي في مقديشو وعدد من ممثلي المنظمات الكاثوليكية الخيرية الحاضرين في المقابلة العامة والذين سيجتمعون في روما لتوفير دعم أكبر للمبادرات الرامية لمواجهة تلك الأزمة الإنسانية الطارئة. ووجه تحية إلى ممثل رئيس أساقفة كانتربوري الأنغليكاني الذي يشارك في هذا الاجتماع والذي أطلق بدوره نداء لمساعدة السكان المنكوبين.

وفي إطار تعليمه حول مزامير النبي داود الذي بدأه قبل أسابيع، تطرق البابا في مقابلته العامة إلى المزمور 23 الذي يعرفه المؤمنون في كل الأرض وينشدونه كثيرا: "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء"، فقال إنه يكلمنا عن الله الرب كما الحديث عن راع صالح، لأن التوجه إلى الله في الصلاة يتطلب فعلا جذريا من الثقة التامة به.

ورأى البابا أن صورة الراعي تذكر بالحميمية الودية وحنان العلاقة الذي يربطه بخرافه. فالراعي يعرفها تمام المعرفة وهي تتبعه لأنه يقودها نحو المراعي الخصيبة. وأمان القطيع هو أولوية الراعي الذي يعرف أين يجد ما هو ضروري لحياتها حتى ولو كان في صحراء أو بمواجهة أعداء.

ولفت بندكتس إلى أننا نحن أيضا نسير وراء الراعي الصالح ونحن أكيدون من أن الرب يقودنا. وأضاف أن عبارة "لأنك معي" التي كتبها صاحب المزامير هي فعل ثقة لا تتزعزع مطلقا، كما أن قربى الله المطَمْئنة تحوّل الواقع الذي يخيفنا أحيانا وتجرّده من كل تهديد ووعيد.

سطر البابا أن الراعي يهب قطيعه أيضا ما يعيد إليه قواه: قوت (المائدة) وزيت (الدهن) وخمر (الكأس)، علامات مجانية الحب الإلهي. فغاية الدرب والمسير هي السكن في المنزل (بيت الرب) والهيكل مكان السلام حيث يُختبَر صلاح الله في فرح الزمان الذي لا ينقضي أبدا. ورأى أن هذه الصور رافقت تاريخ الشعب العبراني وخبرته الدينية؛ ووجدت مع يسوع كامل معناها: فهو الراعي الملوكي، المسيح الوديع، الذي يبحث دوما عن الخروف الضال، ويقودنا إلى المائدة السماوية.








All the contents on this site are copyrighted ©.