2011-09-23 15:26:30

البابا يلتقي ممثلي مجلس الكنيسة الإنجيلية الألمانية في إيرفورت


بعد مغادرته مطار برلين على أثر لقائه بمقر السفارة البابوية ممثلي الجالية المسلمة في ألمانيا، وصل البابا بندكتس الـ16 مدينة إيرفورت بوسط ألمانيا وقام بزيارة كاتدرائيتها التي تعود للقرن الثاني عشر، فاستقبله أسقف الأبرشية ومساعده وكبير كهنة الكنيسة وأعضاؤها، الذين رافقوه إلى رواقها الداخلي حيث صافح 15 أستاذا لاهوتيا من جامعة إيرفورت ثم دوّن كلمة في السجل الذهبي لمحافظة تورينغن ولبلدية المدينة المضيفة، وزار بعدها ضريح الأسقف الأسبق للأبرشية هوغو آوفديربيك، ليعود ويزور تمثال السيدة العذراء القديم "كرسي الحكمة" داخل الكنيسة.

غادر البابا الكاتدرائية وتوجه إلى مقر مجلس الكنيسة الإنجيلية الألمانية للقاء ممثليه، وهذا المقر كان ديرا لرهبان القديس أغسطينس حيث مكث مؤسس الإصلاح البروتستانتي مارتن لوثر من 1505 وحتى 1511، وتعلم وغدا كاهنا. ويعتبر هذا اللقاء من أهم اللقاءات في برنامج زيارة البابا الرسولية إلى ألمانيا.

شدد البابا في كلمته على أمرين أولهما تظهير تناقض الثقافة المعاصرة إزاء قلق لوثر الأساسي، وثانيهما أهمية الحوار المسكوني في إطار العلمنة المتنامية والجغرافية المتحولة للمسيحية التي تهددها الشيع والبدع.

كما سطر أهمية لقاء أسقف روما بمجلس الكنيسة الإنجيلية الألمانية في هذا المكان بالتحديد حيث طرح مارتن لوثر تساؤلات عدة ومنها عن رحمة الله، فكان يعتقد أن اللاهوت ليست مسألة أكاديمية بل كفاح داخلي مع ذاته، وصراع بشأن الله ومع الله.

رأى البابا في تناقض المناخ الثقافي السائد حاليا أن معظم الناس يعتقد، وحتى المسيحيين منهم، وبشكل محسوم، أن الله لا يكترث لخطاياهم ولفضائلهم، لأنه يعرف أنهم بشر من لحم ودم، ويفترض الناس عمليا وجوب سخاء الله وكرمه وضرورة تجاهله لهفواتهم.

وتساءل البابا: أقد يمحى العالم بسبب فساد الكبار وحتى الصغار أيضا، الذين يفكرون فقط في حساباتهم الخاصة؟ أم بسبب سطوة المخدرات القائمة على المال والجشع واللذة؟ أليس العالم مهددا بتنامي الاستعداد للعنف المتخفي تحت لباس الدين؟ قد يستطيع الجوع والفقر أن يمحوا مساحات كبرى من العالم، إذا لم يستعر قويا نار حب الله وحب القريب والخلائق والناس؟

أجاب البابا أن الشر ليس حماقة أو جهالة، فإذا وضعنا الله حقا في صلب حياتنا، عندها لن يستطيع الشر على الاستقواء أبدا.

أما بشأن مسيرة الحركة المسكونية، فشدد بندكتس على أولوية وضرورة التحلي بالحزم والعزم في مجابهة ضغوط العلمنة وعدم التخلي عن الأمور العظيمة المشتركة التي قربت المسافة بين المسيحيين وتظل عطية وواجبا.

وتحدث البابا عن خطر البدع والشيع المتفشية والتي بدلت خارطة المسيحية في العالم وما زالت، فقال إننا أمام شكل جديد من المسيحية، ينتشر بدينامية إرسالية كبرى، تقلق بأشكالها الكنائس الطوائفية التاريخية. وأمام هذه الظاهرة العالمية، ينبت السؤال: ما لديها لتقول لنا من إيجابي أم سلبي؟ وما هو موقفنا الإيماني؟

وهنا سطر البابا أن غياب الله عن مجتمعنا بات ثقيلا وأن تاريخ وحيه الذي تكلم عليه الكتاب المقدس، ربما صار ضربا من الماضي يبتعد شيئا فشيئا.. وهنا يحضر دور وواجب الكنائس كلها مجتمعة في حوارها المسكوني. وأكد أن إيمانا تفكر به وتعيشه من جديد، والذي من خلاله ومعه يدخل الله الحي إلى قلب العالم، هو وحده قادر على إنقاذ وتخليص المسيحية. فالإيمان المعاش بعمق وسط عالم معلمن، هو القوة المسكونية الأكبر التي تقودنا وتهدينا إلى الوحدة بالرب يسوع المسيح الأوحد.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.