2011-08-28 12:08:34

إنجيل الأحد الثاني والعشرين من زمن الكنيسة


وبَدأَ يسوعُ، مِن ذلِكَ الحينِ، يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم، ويُعانِيَ آلامًا شَديدة مِنَ الشُّيوخِ والأَحبار والكَتَبَة، ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث. فَانفَرَدَ بِه بُطرُس وجَعلَ يُعاتِبُه فيَقول: «حاشَ لَكَ، يا رَبّ! لن يُصيبَكَ هذا!». فالتَفتَ وقالَ لِبُطرس: «إِذهَب عَنّي، يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر». ثُمّ قالَ يسوعُ لِتَلاميذِه: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها. ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفسَه؟ وماذا يُعطي الإِنسانُ بَدَلاً لِنَفسِه؟ سَوفَ يَأتي ابنُ الإِنسانِ في مَجدِ أَبيهِ ومعَه مَلائكتُه، فيُجازي يَومَئذٍ كُلَّ امرِئٍ على قَدْرِ أَعمالِه. (متى 16/21-27)

 

قراءة من القديس أغسطينس (+430)

آخرة الشرّير

 

الذين لا ينتمون إلى مدينة الله، سيكون لهم الشقاء الأبدي أو كما يقول الكتاب المقدس "الموت الثاني" (رؤ 2/11؛ 20/6)، إذ إنه لن يكون هنالك حياة للنفس التي تصبح غريبة عن حياة الله ولا حياة للجسد الذي يسلم إلى العذابات الأبدية. وتزداد قساوة هذا الموت الثاني لكونه لا ينتهي بالموت. وكما أن البؤس مناهض للسعادة والموت منافٍ للحياة والحرب منافية للسلام، أليس مفيدا أن نضع مقابل الخير الأسمى للسلام النهائي الشرَ الأكبر للحرب النهائية؟ وبادئ ذي بدء فلنتأمل في شر الحرب وما تجر من كوارث؛ الكل فيها قائم على التناقض وعلى التناحر. وهل من حرب أكثر شراسة وعنفا من حرب الإرادة والشهوة التي لا تعرف النهاية ولا تنتصر واحدة منها على الأخرى؛ الألم لا يكلّ عن هجماته الفتاكة ضد الطبيعة التي لا تتوقف عن مقاومته حين تنشب المعركة في هذه الحياة؛ أما أن ينتصر الألم وينتهي كل إحساس بالموت أو أن تتم الغلبة للطبيعة وتطرد العافيةُ الألم.

في النظام العتيد يختلف الأمر؛ يستمر الألم للتعذيب؛ ولا تقبل الطبيعة القهر؛ ولا واحد منهما يعرف النهاية كيلا يعرف الألم نهاية. لهذا الخير السامي ولهذا الشر الفادح، هذا يُهرَب منه وذاك يُبحث عنه؛ وهكذا فالأشرار من جهة والصالحون من جهة أخرى يقفون للدينونة الأخيرة.

(مدينة الله، المجلد الثالث)








All the contents on this site are copyrighted ©.