2011-08-19 14:20:53

خطاب البابا إلى الأساتذة الجامعيين الشبان في بازيليك دير القديس لورنزو في قصر الإسكوريال


التقى بندكتس السادس عشر الأساتذة الجامعيين الشبان في بازيليك دير القديس لورنزو في قصر الـ"إسكوريال". في كلمته عاد البابا بالذاكرة إلى سنوات التعليم الجامعي التي أمضاها في جامعة بون في زمن لم تلتئم فيه بعد جراح الحرب العالمية الثانية وقال: إن رسالة الأستاذ الجامعي لا تقتصر على تنشئة طلاب كفوئين وقادرين على تلبية احتياجات سوق العمل، إني واثق بأنكم تشعرون بالحاجة الملحة إلى تقديم تنشئة متكاملة للطالب تأخذ في عين الاعتبار جميع الأبعاد التي تشكل الكائن البشري.

تابع بندكتس السادس عشر مؤكدا أن الجامعة كانت وما تزال فسحة للبحث عن حقيقة الشخص البشري ولهذا السبب بالذات حرصت الكنيسة على تنمية القطاع الجامعي يقينا منها بأن المسيح هو "الكلمة" الذي به كان كل شيء وأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله.

حث البابا الحاضرين على أن ينقلوا لطلابهم القيم والمثل العليا التي نالوها من أساتذتهم ومن بينهم كثيرون كانوا خداما أمناء للإنجيل وتحولوا إلى رجال ونساء عظماء في الروح مقدّمين الإيمان على ذكاء الإنسان.

أكد البابا أن إتمام هذه الرسالة الموكلة إلى الأساتذة الجامعيين لا يحصل من خلال التعليم وحسب إنما بواسطة عيش هذه القيم والمثل لافتا إلى أن شبان اليوم يحتاجون إلى أساتذة منفتحين على الحقيقة في مختلف مجالات المعرفة، أساتذة قادرين على الإصغاء إلى الآخر وعلى عيش الحوار، أشخاص يؤمنون بقدرة الإنسان على السير نحو الحقيقة. وذكّر الحاضرين بأن التعليم لا يقتصر على تبادل المعلومات بل يتمثل في تنشئة الشبان وإيقاظ عطشهم إلى الحقيقة.

بعدها سطر بندكتس السادس عشر ضرورة أن تقود المحبة الإنسان في مسيرته نحو الحقيقة لأن الذكاء وحده لا يكفي لافتا إلى أن الحقيقة تسمو على تطلعاتنا وقدراتنا وبالتالي لا يستطيع الإنسان أن يملكها بالكامل بل بالأحرى الحقيقة هي التي تملك الإنسان وتشكل حافزا له. ومن هذا المنطلق ـ ختم البابا يقول ـ من الأهمية بمكان أن نوجه أعيننا صوب المسيح الذي تتألق الحقيقة في وجهه، تنيرنا وتقودنا إليه.








All the contents on this site are copyrighted ©.