2011-08-18 16:53:19

زيارة البابا الرسولية العشرين إلى مدريد: خطاب الاستقبال في مطار باراخاس مدريد


وصل البابا بندكتس الـ16 منتصف اليوم الخميس إلى مطار باراخاس مدريد في زيارة رسولية هي العشرون له خارج الفاتيكان ليترأس الأيام العالمية للشبيبة الجارية حتى 21 من الشهر الحالي، حيث يقدر عدد الأساقفة المشاركين فيها زهاء 800 وعدد الكهنة أكثر من 1500.

وكان في استقباله على أرض المطار العاهل الإسباني خوان كارلوس والملكة صوفيا ورئيس أساقفة العاصمة الكاردينال روكو فاريلا وولي العهد ورئيس الحكومة ثاباتيرو. وكان فتيان إسبان يرتدون زي الحرس البابوي السويسري واقفين عند أسفل درج الطائرة البابوية وهم يحيون البابا باصطفافهم وأيديهم.

وبعد أن صافح البابا أساقفة إسبانيا فردا فردا ألقى الملك خوان كارلوس خطاب الترحيب مذكرا أنها المرة الثالثة التي يزور فيها بندكتس الـ16 إسبانيا أثناء حبريته وشدد على أن إسبانيا أرضُ الحوار والانفتاح والثقافة الإيمان وأن الشباب ينتظر من البابا أن يسمعوا كلامه ويعززوا إيمانهم.

من جهته، قال البابا في كلمته إن مدينة مدريد المفتوحة الأبواب للجميع تستقبل شباب العالم في رحابها وخليفة بطرس الذي جاء حاجا يشاطرهم الإيمان بيسوع المسيح، وما غاية حضورهم إلا للتعبير عن صلابة إيمانهم.

رأى البابا أن اكتشاف الإله الحي ينعش قلوب الشباب ويفتح عيونهم على تحديات العالم حيث يعيشون بحدوده وإمكاناته، فهم يلمسون مظاهر السطحية والاستهلاكية والمتعية المتسلطة كما تسخيف عيش الحياة الجنسية وتقلص روح التضامن وتفاقم آفة الفساد. فالله يمنحهم نورا للمسير وأسبابا للرجاء من دون التوقف عند مثلهم العليا.

شدد البابا على أن الشباب ليسوا وحدهم، بل إن الأيام العالمية هذه تتيح لهم مشاطرة أقرانهم من كل أنحاء الأرض ثقتهم بالمسيح ومضيهم قدما في حياتهم المستقبلية. وأعرب عن سعادته بالإصغاء إليهم والصلاة معهم والاحتفال بالإفخارستيا، لافتا إلى أن اليوم العالمي للشبيبة هو رسالة رجاء.

سطر البابا أن تشنجات وصدامات ما تزال قائمة في أماكن عديدة من العالم فأسف لأن العدالة والقيمة السميا للشخص البشري تسخَران بسهولة لمصالح أنانية ومادية وأيديولوجية، كما أن احترام البيئة والطبيعة التي خلقها الله منقوص.

وفكر البابا بقلق كثير من شباب العالم الذي يتطلعون لمستقبلهم إزاء شح فرص العمل أو فقدانها، بخوف آخرين من السقوط مجددا في قبضة المخدرات ونقص الرعاية، وبعذاب آخرين وألمهم بسبب إيمانهم بالمسيح من التهميش والاضطهاد المعلن والمبطن. فللشباب في مدريد أتى البابا ليقول بكل ما أوتي من قوة القلب: لا يسلبنَّكم أحد أو شيء السلام، ولا تستحوا بالرب يسوع.

ودعا البابا لضرورة وإلحاح مساعدة الشباب تلامذة يسوع على الثبات راسخين في الإيمان وتحمل مسؤولية المغامرة الرائعة في إعلانه والتبشير به بشجاعة والشهادة له صراحة بحياتهم الخاصة، من دون إخفاء هويتهم المسيحية: فالإيمان كنز يستأهل الحفاظ عليه بتصرف بناء.

وبعد انتهاء خطابه، توجه البابا إلى صالون الشرف بمطار باراخاس حيث جرى تبادل الهدايا الرسمية مع العاهل الإسباني، ليغادر بعدها بسيارة باباموبيل متوجها إلى مقر السفارة البابوية وسط العاصمة الإسبانية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.