2011-08-15 14:34:59

عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء


وفي تلك الأيام قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا. ودخلت بيت زكريا فسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس فهتفت بأعلى صوتها: "مباركة أنت في النساء! ومباركة ثمرة بطنك! من أين لي أن تأتيني أم ربي؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذنيّ حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني. فطوبى لمن آمنت: سيتم ما بلغها من عند الرب".

فقالت مريم: "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى أمته الوضيعة. سوف تهنئني بعد اليوم جميع الأجيال لأن القدير صنع إلي أمورا عظيمة: قدوس اسمه ورحمته من جيل إلى جيل للذين يتقونه. كشف عن شدة ساعده فشتت المتكبرين في قلوبهم. خلع أقوياء عن العروش ورفع الوضعاء. أشبع الجياع من الخيرات والأغنياء صرفهم فارغين. نصر عبده إسرائيل ذاكرا، كما قال لآبائنا، رحمته لإبراهيم وذريته للأبد". وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر ثم عادت إلى بيتها. (لوقا 1/39-56)

 

قراءة من القديس يوحنا الدمشقي (+749)

ابتهال القديسين وسائر الكنيسة إلى العذراء مريم

 

عندئذ صرخ آدم وحواء وكل جدودنا بشفاه باسمة: سعدا لكِ، أيتها الفتاة التي ألغت عنا عقاب المخالفة! لقد ورثتِ عنا جسدا فاسدا وحملتِ لأجلنا في حشاك لباس عدم الفساد (1 كور 15/53). اتخذتِ الحياة من جسدنا واعطيتِنا بدورك حياة سعيدة؛ لقد ألغيتِ الألم وسحقتِ قيود الموت. أصلحتِ مقرنا القديم، نحن أغلقنا الفردوس وأنتِ فتحتِ لنا من جديد ممرا إلى شجرة الحياة. بخطيئتنا انقلب الخير إلى شقاء وبفضلك خرج من هذا الشقاء خير كبير. كيف تذوقين الموت أنتِ البريئة من الدنس؟ سيكون لكِ الموت جسرا يقود إلى الحياة وسلما نحو السماء؛ سيكون الموت ممرا إلى الخلود، أجل، أنتِ سعيدة أكيدا، أيتها الفائقة غبطة! مَن، غير الكلمة، قدم نفسه ليتحمل ما أنجز لأجلنا؟

جوقة القديسين كلها وحدت مدائحها: لقد حققتِ نبوءاتنا ووفرتِ الفرح المرتقب لنا، لأننا بفضلكِ تحررنا من سلاسل الموت. هلمي إلينا، أيتها الكنزُ الإلهي حاملةَ الحياة، هلمي نحونا نحن الذين نتوق إليكِ، أنتِ التي شيتِ غليلنا! (العظة الثانية عن الانتقال، 8)








All the contents on this site are copyrighted ©.