2011-07-06 15:15:16

بيان الاجتماع الشهري للمطارنة الموارنة


عقد الأساقفة الموارنة صباح اليوم الأربعاء اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وتدارسوا خلاله شؤونا كنسية ووطنية وأصدروا بيانا في ختام الأعمال جاء فيه:

كان السينودس السنوي الذي عقده الآباء في أوائل الشهر المنصرم مناسبة للقاء جميع المطارنة الآتين من كل أنحاء العالم ، وللصلاة والتفكير معا، ولأخذ قرارات هامة تتعلق بحياة الكنيسة ومستقبلها في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. فالآباء يشكرون الله على كل ما يغدقه من نعم على كنيسته ويسألونه أن يعزّز فيها روح الاخوّة والمحبة والسلام.

يتمنّى الآباء للحكومة الجديدة أن تنطلق معزّزة بثقة المجلس النيابي، إلى معالجة شؤون الوطن والمواطنين، وأن تتحمّل مسؤولياتها الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان والمنطقة، سواء أكان تجاه الداخل فتعمل على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم ومعالجة قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية، أو تجاه الخارج فتعمد إلى احترام المواثيق والاتفاقيات والتقيّد بالقرارات الدولية، وحفظ مكانة لبنان في مصاف الدول المتحضّرة.

إن إصدار المحكمة الدولية قرارها الظنّي في الوقت الذي كانت الحكومة الجديدة تستعد لمناقشة بيانها الوزاري قد أجّج الجدال وزاد الشرخ بين الفرقاء السياسيين في لبنان. لذا يناشد الآباء جميع المسؤولين السياسيين الحفاظ على مستوى النقاش الديمقراطي الراقي، والسعي إلى توحيد الرؤية وإظهار الحقيقة والعمل على تحقيق العدالة التي من شأنها وضع حدّ لمسلسل الاغتيالات ووأد الفتنة في البلاد.

ما زالت الاضطرابات والأحداث المؤلمة تعصف بعدد من بلدان المنطقة، موقعةً فيها عددا من القتلى، ناشرة الدمار والفوضى والضبابية حول ما قد ينجم عنها من تغييرات مجتمعية وسياسية عميقة. واذ يعبّر الآباء عن قلقهم تجاه هذه الأوضاع يسألون الله أن يحلّ الأمن والسلام والاستقرار في هذه البلدان، ويشجّعون أبناءهم على الثبات في أرضهم ومحبة أوطانهم وخدمتها، والعمل على تأدية شهادتهم للقيم الروحية والاجتماعية والإنسانية في خط توصيات الجمعية الخاصة لسينودس المطارنة من اجل الشرق الأوسط، ويدعون أبناءهم وإخوانهم اللبنانيين إلى التنبّه إلى امتداد الفتنة إلى وطنهم، والعمل بجدّ على توحيد صفوفهم والالتفاف حول مؤسساتهم الوطنية، والحفاظ على الوحدة والعيش المشترك اللذين يميّزان لبنان ويجعلان منه "رسالة" تعدّدية وحريّة وديمقراطية للعالم.

يذكّر الآباء بالجمعية العامة القادمة لسينودس الأساقفة في روما حول موضوع "الأنجلة" الجديدة، ويدعون اللجان المعنية بهذا الموضوع في الأبرشيات إلى درس الخطوط العريضة والإجابة على أسئلتها في المدة المحدّدة ، والعمل على تجديد الحياة الرعوية والروحية وتأدية الشهادة المنتظـرة.

في مطلع فصل الصيف، يتطلّع اللبنانيون إلى أن يكون فصلا سياحيا مزدهرا، ومناسبة لعودة الكثيرين من أبنائهم وإخوانهم المنتشرين الذين يتوقون إلى جمع شمل العائلات، والتمتّع بمناخ لبنان والتعرّف على معالمه التاريخية والطبيعية الجميلة. ويدعوهم الآباء إلى زيارة المقامات الدينية أيضا، والتبرك من ذخائر القديسين، ورفع الصلوات إلى الله كي يمنّ على وطننا وبلدان المنطقة بالأمن والازدهار والسلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.