2011-06-30 16:32:24

رسالة البابا إلى مدير صحيفة أوسرفاتوريه رومانو في الذكرى 150 لتأسيسها


تحتفل صحيفة أوسرفاتوريه رومانو الفاتيكانية في الأول من تموز يوليو القادم بمرور مائة وخمسين عاما على تأسيسها أيام البابا بيوس التاسع. ولهذه المناسبة وجه البابا بندكتس الـ16 رسالة إلى مدير اليومية جوفاني ماريا فيان هنأه فيها بهذا اليوبيل السعيد ومعربا عن امتنانه العميق لكل الذين منذ 1861 وحتى اليوم عملوا وتعبوا في صحيفة الكرسي الرسولي من أجل نشر الحقيقة والعدالة والخير والمحبة والثقافة.

قال البابا إن 150 عاما من عمر الصحيفة يسجل حقبة هامة جدا ويعبر عن مسيرة طويلة وغنية بالأفراح والمصاعب والالتزام والنعم، وهو مناسبة لحمد الله على كل ما وهبته عنايته خلال قرن ونصف مضى، تبدلت فيه أمور وأوضاع بشكل عميق وجذري.

واستعرض البابا مراحل نشوء ونمو أوسرفاتوريه رومانو فقال إنها تأسست في إطار صعب وحاسم للبابوية بغية الدفاع عن دوافع الكرسي الرسولي ودعمها. وحين انتهت سلطة البابا الزمنية عام 1870، لم تتأثر الصحيفة بالأمر إنما استمرت حتى قرر الكرسي الرسولي امتلاكها عام 1885.

واظبت يومية أوسرفاتوريه رومانو على إعلام الرأي العام بكل نزاهة وحرية ن داعمة نشاط البابوات رغم تتالي الأحداث المأساوية بدءا من الحرب الكونية الأولى مرورا بترسّخ الأنظمة التوتالية مع أيديولوجياتها المنكرة للحقيقة التي تقهر الإنسان، والحرب العالمية الثانية وأهوال محرقة اليهود، وصولا إلى الحرب الباردة واضطهاد الأنظمة الشيوعية في بلدان عدة للمسيحية.

وقال البابا إنه في هذا العصر الذي غالبا ما يطبعه نقصان نقاط مرجعية وحذف لله من أفق مجتمعات كثيرة وحتى التي تتمتع بتقليد مسيحي عريق، تبدو يومية أوسرفاتوريه رومانو كصحيفة أفكار وكعنصر تنشئة. وعليها أن تحافظ بأمانة على واجبها التاريخي منذ 150 عاما مع تسليط الضوء على الشرق المسيحي، والالتزام المسكوني للكنائس والجماعات الكنسية المتنوعة، والبحث المستمر لتوطيد الصداقة والتعاون مع الديانة اليهودية وسائر الديانات، والمناظرة والمقارنة الثقافية، وصوت النساء في العالم وأخيرا المسائل البيو أخلاقية التي تطرح أسئلة حاسمة على الناس أجمعين.








All the contents on this site are copyrighted ©.