تعليق الأب فدريكو لومباردي لبرنامج أوكتافا دييس حول الإفخارستيا والعولمة

جاء في تعليق للأب اليسوعي فدريكو لومباردي لبرنامج "أوكتافا دييس" بعنوان "الإفخارستيا والعولمة" ما يلي: "إنها دينامية تحوّل الواقع في أبعاده الكونية والبشرية والتاريخية. ديناميةُ محبة تجد أصولها في حياة الثالوث الإلهي لتصلنا من خلال قلب المسيح. إنها قوية إلى حد أنها تتخطى الانشقاقات لتقودنا نحو الاتحاد بحياة الله وتحررنا من فرديتنا وأنانيتنا.

الإفخارستيا هي الدرب الذي تنتشر من خلاله هذه المحبة داخل الكنيسة والعالم. إنها الينبوع الذي لا يسبر غوره والذي يغذي باستمرار الحضور الاجتماعي للكنيسة والالتزام المسؤول للمسيحيين في "بناء مجتمع متين وعادل يسوده التآخي" وخصوصا في زمن العولمة. لا بد من التأكيد على حضور المحبة الحقيقية في زمن عولمة الإنسانية كي لا تضيع الأخيرة في دياميس الفوضى والفردية وسيطرة الجميع على الجميع.

عن هذه الأمور حدثنا البابا بندكتس السادس عشر في احتفاله بعيد جسد ودم المسيح إذ قال "بدون أوهام وبدون يوطوبيا الأيديولوجيات نسير على دروب العالم حاملين في قلوبنا جسد الرب... وأعيننا متجهة نحو العالم الجديد حيث يسود السلام والعدالة وهو وطننا الحقيقي". أجل، تتشابك في الإيمان الأبعاد البشرية والتاريخية والكونية لتنصهر. الإفخارستيا هي لخير الجميع، لخير العالم كي يجد في نهاية المطاف معناه وخلاصه.