2011-06-12 14:16:45

البابا يتلو صلاة افرحي يا ملكة السماء: ليحل السلام محل السلاح ويرتفع احترام كرامة الفرد فوق المصالح الضيقة


تحت شمس حزيرانية تبعث بحرارتها ولهيبها، اكتظت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بآلاف الحجاج والمؤمنين الذين توافدا في عيد العنصرة ليصغوا إلى كلام البابا بندكتس الـ16 وتحياته بلغات مختلفة ويتلوا معه صلاة "افرحي يا ملكة السماء" الأخيرة في زمن القيامة المجيدة.

وبتمام الثانية عشرة ظهرا، أطل البابا من على شرفة مكتبه الخاص بالقصر الرسولي الفاتيكاني فقال إن احتفال عيد العنصرة يختتم زمن القيامة الليتورجي، إذ في العنصرة كان "عماد" الكنيسة، أي عماد في الروح القدس  كما يخبر كتاب أعمال الرسل(أع 1/5).

يعلق القديس غريغوريوس الكبير بالقول: "اليوم نزل الروح القدس بصوت مفاجئ على التلاميذ فبدل أذهان الكائنات اللحمية في باطن حبه.." فأضاف البابا أن صوت الله يؤله اللغة البشرية عند التلاميذ الذي أصبحوا قادرين على إعلان الكلمة الإلهي الوحيد بشكل متناغم. كم أن نفخة الروح القدس تملأ الكون وتولّد الإيمان وتقود إلى الحقيقة وتهيّئ الوحدة بين الشعوب.

أكد بندكتس أن الروح  القدس "الربّ المحيي"، كما جاء في قانون الإيمان، بلغ إلى الآب بواسطة الابن متمما وحي الثالوث الأقدس وتجليه. ومن الله ينحدر كنفخة من فمه وله سلطان على التقديس ومحو الانقسامات وتبديد البلبلة التي سببتها الخطيئة.

والروح القدس، تابع البابا، يوزع الخيرات الإلهية ويعضد الكائنات الحية لتتصرف طبقا للخير؛ ومثل النور الذكي يعطي معنى للصلاة ويبث حيوية في الرسالة التبشرية ويضرم قلوب من يسمع لصوت البشرى السارة ويلهم الفن المسيحي واللحن الليتورجي.

وبعد تلاوته صلاة افرحي يا ملكة السماء، لفت البابا إلى احتفال تطويب ألويس أندريتسكي الذي سيجري الاثنين في دريسدا بألمانيا، وهو كاهن شهيد (28 عاما) قتل في معسكرات النازية عام 1943. وأكد أن هذا الكاهن البطل وشاهد الإيمان، قد انضم إلى طغمة الذين ضحوا بحياتهم في معسكرات التعذيب من أجل المسيح، وأوكل إلى شفاعتهم في عيد العنصرة قضية السلام في العالم.

وأمل البابا أن يلهم الروح القدس طروحات سلام شجاعة ويعضد الالتزام في سبيل تقدمها وازدهارها، لكيما يسود السلام على لغة السلاح ويرتفع احترام كرامة الإنسان فوق المصالح الشخصية.

ولمناسبة اليوم العالمي لمانحي الدم الموافق في الرابع عشر من الجاري، حيا البابا جميع مانحي الدم في العالم كله وشجع الشباب للاقتداء بهم.

ودعا الناطقين بالفرنسية إلى الصلاة على نية الشباب الذي يسمعون نداء الرب لهم وإلهام الروح القدس وبنوع خاص من يتقدمون من سر التثبيت والطلاب الإكليريكيون الذي سيتقبلون درجة الكهنوت.

وإلى الناطقين باللغة الإيطالية، حيا البابا الإعلاميين والمحررين المشاركين في منتدى الإعلام الكاثوليكي لحماية الخليقة، المنعقد حاليا في مدينة بيستويا بإقليم توسكانا الإيطالي وشجعهم على مواصلة حماية البيئة والخلق.








All the contents on this site are copyrighted ©.