2011-06-09 16:46:48

كلمة البابا إلى سفير الجمهورية العربية السورية الجديد لدى الكرسي الرسولي


في كلمته إلى السفير السوري الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد حسام الدين علاء قال البابا بندكتس السادس عشر إن سورية كانت على الدوام مثالا للتسامح والتعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين، وأمل أن تواصل العلاقات نموها من أجل خير أبناء المجتمع كافة، كي تعزز الوحدة الوطنية المرتكزة إلى مبدأي العدالة والتضامن. لكن هذه الوحدة لن تدوم من دون الاعتراف بمركزية وكرامة الكائن البشري المخلوق على صورة الله. وينبغي أن يكون هذا المبدأ في صلب نشاط المؤسسات وركيزة لجميع القوانين. ويجب الإقرار أيضا بأن طريق الحوار والإصغاء والتعاون هو الوسيلة التي تسمح لمكونات المجتمع بتبادل وجهات النظر والالتفاف حول الحقائق والقيم المشتركة.

لم تخل كلمة البابا إلى السفير السوري من الإشارة إلى الأحداث التي هزت العديد من دول حوض المتوسط في الأشهر الأخيرة ومن بينها سورية، وقال بندكتس السادس عشر إن هذه الأحداث جاءت لتعبر عن رغبة شعوب المنطقة في مستقبل أفضل في مجالات الاقتصاد والعدالة والحرية والمشاركة في الحياة العامة. وعكست هذه الأحداث الحاجة الماسة إلى إصلاحات حقيقية على الأصعدة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية. ونتمنى ألا تولد هذه التطورات انعدام التسامح والتمييز والصراعات والعنف بل أن تفضي إلى احترام مطلق للحقيقة والتعايش والمصالحة والحقوق المشروعة للأفراد والشعوب. وينبغي أن تقود هذه المبادئ عمل السلطات مع الأخذ في عين الاعتبار تطلعات المجتمع المدني والنداءات الدولية الملحة.

بعدها أشار البابا إلى الدور الإيجابي الذي يضطلع به المسيحيون في البلاد الملتزمون في بناء المجتمع السوري يحفظ لكل فرد مكانه ومكانته، لافتا إلى الخدمات التي تقدمها الكنيسة الكاثوليكية في الحقلين الاجتماعي والتربوي والتي تحظى بتقدير الجميع. وحيا الأب الأقدس الجماعات الكاثوليكية في سورية وشجعها على تنمية علاقات الأخوة مع الجميع، لاسيما مع المسلمين التي تسلط الضوء على أهمية الحوار بين الأديان والعمل معا من أجل الخير المشترك. وأمل البابا أن يعود سينودوس الأساقفة الخاص من أجل الشرق الأوسط بالفائدة على سورية وجميع أبنائها ويساهم في تحقيق المصالحة الأصيلة بين الأمم والشعوب.

تابع البابا حديثه إلى السفير السوري مؤكدا أن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب إيجاد حل شامل لا يضر بمصالح أي طرف بل يأتي ثمرة مساومات لا خيارات أحادية الجانب تُفرض بالقوة ولا تؤدي إلى نتيجة. يحتاج البحث عن السلام في الشرق الأوسط إلى مقاربة شاملة يشارك فيها الجميع في البحث عن حلول تفاوضية وتأخذ في عين الاعتبار التطلعات والمصالح المشروعة لمختلف الشعوب المعنية. وفي الختام شكر بندكتس السادس عشر الحكومة والشعب السوريين على استقبالهما أعدادا كبيرة من اللاجئين، لاسيما من نزحوا عن العراق ومن بينهم مسيحيون كثر. ثم تمنى البابا للسفير الجديد النجاح في مهمته.

 

السفير السوري الجديد أشاد من جهته بالعلاقات التاريخية بين سورية والكرسي الرسولي وقال إن بلاده أعطت الكنيسة قديسين كثيرين مشيرا إلى زيارة الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني إلى سورية في العام 2001. كما تحدث عن روح التآخي بين المسلمين والمسيحيين وقال إنه واقع تاريخي وحاجة اجتماعية حية تربط بين مختلف الجماعات. وتمنى الدبلوماسي السوري أن يساعد هذا التآخي على تخطي الوضع الصعب الذي تعيشه سورية حاليا. وقال إن السلام إلى تطمح إليه سورية هو سلام عادل وشامل تكمن في توصيات سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط وفي قرارات الأمم المتحدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.