الأب الأقدس يختتم زيارته الرسولية إلى كرواتيا

غادر البابا بندكتس السادس عشر جمهورية كرواتيا مساء الأحد وقد أُلغيت مراسم حفل الوداع في مطار زغرب الدولي بسبب سوء الأحوال الجوية التي أدّت أيضا إلى تأخر موعد إقلاع الطائرة التي أقلّت الأب الأقدس إلى روما. وجاء في نص كلمة البابا الوداعية أن زيارته، وعلى الرغم من كونها قصيرة كانت غنية بلقاءات شكّلت فرصة لتثبيت الكنيسة السائرة في كرواتيا في الإيمان بيسوع المسيح المخلص الأوحد وأضاف أن هذا الإيمان الذي بلغهم من خلال الشهادة الشجاعة والأمينة لكثيرين من إخوتهم وأخواتهم، ولم يتردد بعضهم في الموت من أجل المسيح وإنجيله، قد وجده ثانية هنا، حيًّا وصادقا، داعيا لرفع التسبيح لله على عطاياه الوافرة. وعبّر الأب الأقدس عن شكره الحار لكل من تعاون في تنظيم هذه الزيارة، وأشار للمشاركة الكثيفة في القداس الإلهي، احتفالا باليوم الوطني للعائلات الكاثوليكية الكرواتية، وأضاف أن اللقاء في المسرح الوطني سمح له بتقاسم تأمّل مع ممثلي المجتمع المدني والجماعات الدينية، وأكد البابا أن الشباب، وخلال أمسية الصلاة، أظهروا الوجه الساطع لكرواتيا المتطلع نحو المستقبل والمستنير بإيمان حيّ كشعلة سراج ثمين، ينبغي الحفاظ عليه طول الطريق. وأشار الأب الأقدس إلى أن الصلاة أمام ضريح الطوباوي الكردينال ستيبيناتش ذكّرته على وجه الخصوص بجميع الذين تألموا، ويتألمون اليوم أيضا، بسبب الإيمان بالإنجيل ودعا لمواصلة طلب شفاعة هذا الطوباوي كي تكون كل تضحية ومحنة مقدّمة لله كحبة حنطة سقطت في الأرض وماتت لتأتي بثمر كثير. وأضاف بندكتس السادس عشر أنه لمس بفرح التقليد المسيحي العريق لهذا الشعب لاسيما في الاستقبال الحار على غرار ما حصل خلال الزيارات الثلاث للطوباوي يوحنا بولس الثاني وأشار إلى أن هذه الحيوية الكنسية التي ينبغي الحفاظ عليها وتقويتها ستعطي نتائج إيجابية للمجتمع بأسره، بفضل تعاونٍ أملَ بأن يكون دوما هادئا ومثمرا بين الكنيسة والمؤسسات العامة. وسأل الأب الأقدس الله أن يبارك هذه الأرض وشعبها، ويمنح كل عائلة السلام والازدهار.