2011-06-05 12:37:49

البابا يترأس القداس الإلهي في زغرب احتفالا باليوم الوطني للعائلات الكاثوليكية الكرواتية


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في ميدان الخيل بزغرب احتفالا بأول يوم وطني للعائلات الكاثوليكية الكرواتية، وبمشاركة زهاء أربعمائة ألف شخص، وألقى عظة ضمنها تحية حارة للجميع خاصا بالذكر رئيس أساقفة العاصمة، الكردينال يوزيب بوزانيتش، وأثنى على الاهتمام المعطى للعائلة، لا لكونها تواجه في عالم اليوم تحديات وتهديدات وتحتاج بالتالي للدعم والمؤازرة، بل لأن العائلات المسيحية تشكل أيضا وسيلة مقررة للتربية على الإيمان وبناء الكنيسة كشركة، ولحضورها الإرسالي. وأشار الأب الأقدس لسخاء الرعاة في خدمة الرب والكنيسة وقال إن عملهم اليومي من أجل تنشئة الأجيال الجديدة على الإيمان والإعداد للزواج ومرافقة العائلات يشكل الطريق الرئيس لإحياء الكنيسة دوما وإنعاش النسيج الاجتماعي للبلاد داعيا لمواصلة هذا الالتزام الرعوي الثمين. أضاف البابا أن العائلة المسيحية علامة مميزة لحضور المسيح ومحبته وهي مدعوة بالتالي لتقديم إسهام خاص لصالح البشارة وذكّر بأن الطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي زار كرواتيا ثلاث مرات أكد في إرشاده الرسولي حول "وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم"، دعوة العائلة المسيحية للقيام بدور مسؤول في خدمة الكنيسة والمجتمع بوصفها جماعة حياة ومحبة، كما وأشار بندكتس السادس عشر إلى أن العائلة المسيحية كانت على الدوام الطريق الأول لنقل الإيمان ولديها اليوم أيضا إمكانيات كبيرة للبشارة في مجالات متعددة. وحثّ البابا الوالدين على الالتزام الدائم في تعليم أبنائهم الصلاة، والصلاة معهم، وتقريبهم من الأسرار لاسيما سر الافخارستيا وإدخالهم في حياة الكنيسة كما ودعاهم لقراءة الكتاب المقدس لإنارة الحياة العائلية بنور الإيمان وتسبيح الله الآب، وشجعهم ليكونوا علية صغيرة تُعاش فيها الوحدة والشركة والصلاة! وأشار الأب الأقدس إلى أن عائلات مسيحية عديدة تدرك أكثر فأكثر دعوتها الإرسالية وتلتزم بجدية في الشهادة للمسيح الرب، وعاد ليذكّر مجددا بكلمات يوحنا بولس الثاني: إن عائلة حقيقية مرتكزة إلى الزواج، هي بشرى سارة للعالم" وأضاف "يزداد في زمننا الحاضر عدد العائلات المتعاونة بفعالية في حقل البشارة". كما وشدد البابا في عظته على أن المجتمع المعاصر يحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى لحضور عائلات مسيحية نموذجية وأشار لانتشار علمنة، لاسيما في أوروبا، تقود لتهميش الله وتنامي تفكك العائلة، ناهيك عن إهمال القيم الإنسانية الأكثر عمقا، وأضاف أننا مدعوون لرفض هذه العقلية. كما وذكّر الأب الأقدس بأهمية شهادة العائلات المسيحية والتزامها، الشهادة الملموسة لاسيما للتأكيد على احترام الحياة البشرية منذ الحبل بها حتى موتها الطبيعي، والقيمة الوحيدة والمتعذر استبدالها للعائلة المؤسسة على الزواج وأهمية الإجراءات التشريعية الداعمة للأسرة. وتوجه بندكتس السادس عشر للعائلات مشجعا على عدم الاستسلام لمنطق علماني يقترح المساكنة كبديل للزواج، وعلى الفرح بالأبوة والأمومة، وقال: إن الانفتاح على الحياة علامة انفتاح على المستقبل، وثقة بالمستقبل، وأكد أن خير العائلة هو أيضا خير الكنيسة، داعيا الجميع لرفع الصلاة للرب لتكون العائلات على الدوام كنائس صغيرة، والجماعات الكنسية عائلة أكثر فأكثر.

وقبل صلاة "افرحي يا ملكة السماء"، وجه الأب الأقدس كلمة مقتضبة شكر فيها الجميع على مشاركتهم الكثيفة التي أرادوا من خلالها أيضا، وكما قال، التعبير عن محبتهم للعائلة والتزامهم لصالحها، وأضاف: إنني اليوم هنا لتثبيتكم في الإيمان! هذه هي العطية التي أحملها إليكم: إيمان بطرس، إيمان الكنيسة! وفي الوقت عينه، تقدّمون هذا الإيمان الذي يغتني بخبراتكم، بأفراحكم وآلامكم، وتقدّمون على وجه الخصوص الإيمان المعاش في العائلة، لأحفظه في إرث الكنيسة كلها. وطلب الأب الأقدس شفاعة مريم العذراء كي تؤازر المؤسسات العامة على الدوام العائلة، الخلية الأولى للمجتمع وذكّر بالاحتفال باللقاء العالمي السابع للعائلات المرتقب في ميلانو العام القادم، وقال: نكل لمريم مسيرة الاستعداد لهذا الحدث الكنسي الهام.








All the contents on this site are copyrighted ©.