2011-06-04 14:13:11

الزيارة الرسولية الـ19 إلى كرواتيا "معا في المسيح": خطاب البابا في مطار زغرب وزيارتا مجاملة إلى رئيس البلاد ورئيسة الحكومة


أتى البابا بندكتس الـ16 وسط الكرواتيين "حاجا باسم يسوع المسيح" محييا أرض كرواتيا المحبوبة ومعانقا مواطنيها كافة وبنوع خاص الجماعة الكاثوليكية، بصفته خليفة بطرس. وتمنى لرئيس البلاد كل خير وبركة في مهامه والسلام والازدهار للأمة الكرواتية جمعاء.

بهذه الكلمات استهل بابا روما خطابه خلال استقباله الرسمي على أرض مطار زغرب الدولي في زيارة رسولية هي التاسعة عشرة خارج الفاتيكان، والتي يجريها بدعوة من رئيس البلاد ومجلس أساقفتها الكاثوليك، لمناسبتين اثنتين: الذكرى العشرين لإعلان كرواتيا جمهورية مستقلة عن يوغسلافيا السابقة واليوم الوطني للعائلات الكاثوليكية الكرواتية.

ذكّر البابا في خطابه بزيارات رسولية ثلاث إلى كرواتيا قام بها سلفه الطوباوي يوحنا بولس الثاني، ونوه بالأمانة التاريخية على الإيمان الكاثوليكي التي تربط الدولة البلقانية بالكرسي الرسولي والتي تعود جذورها لأكثر من 13 قرنا، رغم الظروف الصعبة والمؤلمة التي مرت بها.

وشدد البابا على أن الأمة الكرواتية تنتمي منذ الأصول إلى أوروبا وتقدم إسهامها فيها من خلال القيم الروحية والأخلاقية التي صاغت الحياة اليومية لأبنائها وهويتهم الشخصية الوطنية.

ورأى البابا أن التحديات المتأتية من الثقافة المعاصرة والمتميزة بالتفرقة الاجتماعية وهشاشة الاستقرار والمطبوعة بالفردانية التي تشجع رؤية للحياة من دون واجبات والبحث الدائم عن "مساحات للخصوصية"، كل هذه التحديات تتطلب شهادة مقتنعة ودينامية مجتهدة لتعزيز القيم الأخلاقية الأساسية التي هي أصل العيش الاجتماعي وهوية القارة القديمة.

وإذ تتأهب كرواتيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في هذه السنة المصادفة وذكرى عشرين عاما على استقلالها عن يوغسلافيا، سطر البابا أن تاريخها الماضي والقريب قد يشكل مدعاة للتفكير عند سائر شعوب القارة الأوروبية فيساعد في المحافظة على الإرث الثمين المشترك للقيم الإنسانية والمسيحية؛ وأمل أن يتفهم الاتحاد الأوروبي ويقدر غنى كرواتيا الروحي والثقافي.

خطاب رئيس الجمهورية الكرواتية: من جانبه، رحب رئيس الجمهورية يوسيبوفيتش بالبابا في كرواتيا كما أن كروتيا تفخر وتبتهج بزيارته، على حد قوله، التي هي زيارة دولة وزيارة رعوية في الآن معا. وذكر أن بلاده تعيد الذكرى العشرين لتأسيس دولة ديمقراطية حديثة، تتضمن مبادئها ضمان رفاه أفرادها الأحرار، وأن وصول البابا إليها "يتزامن وإنجاز الانضمام الشكلي والسياسي لكرواتيا الحديثة في عالم انتمت إليه على الدوام بحكم ثقافتها".

شدد يوسيبوفيتش على أن كرواتيا بلد له تاريخ مسيحي عريق وكاثوليكي كعنصر جوهري للهوية الوطنية والثقافية للسواد الأعظم من مواطنيها، وأن الكنيسة الجامعة هي حضارة وثقافة فيها يتحد روح المحبة والعقل من أجل رفاه الإنسان لكونه فردا يتمتع بإرادة حرة.

وأكد أن "كرواتيا عانت منذ البداية ولكنها انتصبت بفخر واعتزاز كدولة ذات قيم أوروبية، وأن كرواتيا ليست جزيرة إنما تحيا في العالم ومع جيرانها. وأضاف: "رغم أني لست مؤمنا، لكني أشاطر في عمق قناعاتي قيم المؤمنين نفسها، ولهذا، أدرجت العدالة والمساواة في أسس سياستي الداخلية، والمغفرة والمصالحة بين الشعوب في أسس سياستي الدولية".

***بعدها توجه البابا إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة زغرب في زيارة مجاملة مع رئيس البلاد وتبادلا الهدايا الرسمية واختليا في مقابلة خاصة وقدم له عائلته المكونة من زوجته وابنة وحيدة، ثم جرى حفل تعارف رسمي في قاعة الاستقبالات الكبرى. هذا واجتمع بندكتس إلى رئيسة الحكومة الكرواتية السيدة يادرانكا كوسور في مقر البابوية في زغرب ودون كلمة في السجل الذهبي لرئاسة الحكومة، وقدمت كوسور عائلتها وعددا من معاونيها المقربين.








All the contents on this site are copyrighted ©.