2011-05-31 16:43:21

مسيحيو ومسلمو كركوك العراق يكرمون السيدة مريم العذراء في عيدها


أقامت مطرانية الكلدان في كركوك عصر أمس الاثنين صلاة مشتركة لإكرام السيدة مريم العذراء في ختام شهرها الذي هو شهر الورود، شاركت فيها شخصيات إسلامية رسمية ودينية وشعبية. وهي مناسبة جليلة ليصلي المسيحيون والمسلمون معا من أجل السلام والاستقرار في العراق وفي كركوك التي صدمتها سلسلة تفجيرات واغتيالات في الآونة الأخيرة.

تخللت الاحتفال أمام تمثال العذراء مريم تراتيل مريم العذراء ومزامير  وصلوات وقراءة من الإنجيل بحسب لوقا الذي يروي البشارة ونشيد تعظم نفسي الرب وقراءة من سورة مريم من القرآن الكريم. ورفعت سيدات مسيحيات ومسلمات بالكلدانية والعربية والكردية والتركمانية  طلبات  خاصة من أجل السلام والاستقرار ووحدة البلاد والعباد وتوطيد العيش المشترك، واختتمت الصلاة بإطلاق زوجي حمام رمزا للسلام من قبل المطران ساكو وعلماء دين شيعة وسنة: عربي وكردي وتركماني.

قال رئيس أساقفة كركوك المطران لويس ساكو في كلمته: اجتمعنا هذا المساء مسيحيون ومسلمون في كركوك التي عانت الأسابيع الأخيرة من العنف الأعمى والفتاك. اجتمعنا لتكريم السيدة مريم العذراء المباركة، والسيدة العذراء "مريمانا" كما يدعوها إخوتنا المسلمون، هي إحدى نقاط التقارب بيننا وهناك نقاط تقارب أخرى كثيرة كما يوجد نقاط اختلاف وهذا أمر طبيعي  يجب الاعتراف به وقبوله واحترامه.

ومريم هي التي جمعتنا لنصلي كل على طريقته، لأن الصلاة أكثر من ترديد كلمات، الصلاة هي المحافظة على التواصل الداخلي مع الله وجعله دائما حاضرا أمام أعيننا ومرجعا لحياتنا نستغفره عن هفواتنا ونحمده على كل شيء. نتمنى أن يقودنا هذا اللقاء المشترك، لنكون دعامات أساسية لهذه المدينة وهذا البلد إيمانا وثقافة وأخلاقا، ودعاة سلام وعدالة وحق.

في هذه الكنيسة اجتمعنا وكم أتمنى أن نجتمع أيضا في جامع وحسينية، لنقف وقفة أخوية صادقة وحازمة بهدف تفعيل السلام والاستقرار والأمان في مدينتنا. نعرف كلنا الآثار المدمرة للعنف، فيجب ألا نقبل به وألا نعتمده حتى في أصعب الحالات، بل نعتمد لغة الشجعان، لغة العقل والحوار والجلوس معا إلى طاولة واحدة للتوصل إلى تفاهم واتفاق وتنسيق  تسهم في  استقرار مدينتنا وبلدنا وأمن أبنائها ونوطد العيش المشترك والمتناغم بين المكونات المتنوعة والتاريخية في المدينة على أسس المشاركة والعدالة والمساواة.

ما نحتاجه هو تغيير الفكر والقلب في هداية الرحمان حتى يتغير الوضع بحيث نخرج من التفكير النمطي لنعرب عن قلقنا الواحد على الآخر ونعترف الواحد بالآخر كما هو ونخرج من العيش في خوف وتوتر دائمين.

نحن المسيحيين عراقيون أصلاء، حالنا حال إخوتنا المسلمين. نحن مسالمون ومرتبطون بجذورنا العراقية وأرضنا وحريصون على العمل من أجل تواصل نسيجه المتنوع والثري ووحدته ومستعدون للإسهام بأي مسعى يصب في هذا العمل النبيل، ولا نسعى للعيش منعزلين في كانتون مغلق ولا في مخيمات مهاجرين في بلاد الشتات.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.