البابا في مقابلته العامة يتحدث عن الصلاة عند يعقوب في سفر التكوين: حياتنا مثل ليل طويل من الصراع والصلاة

حيا البابا بندكتس الـ16 زهاء خمسة عشر ألفا من المؤمنين والحجاج الذي احتشدوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لسماع تعليمه الأسبوعي الذي دار اليوم الأربعاء حول الصلاة عند يعقوب وخبرته مع الله كما ورد في سفر التكوين من الكتاب المقدس، وشبه حياة كل إنسان مثل ليل طويل من الصراع والصلاة.

سلط البابا الضوء على مشهد مصارعة يعقوب مع إنسان مجهول حتى طلوع الفجر في وادي يبوّق كما ورد في الفصل 32 من سفر التكوين، فقال إن يعقوب لم يتعرف على الشخص بسبب الظلام الداكن. ولأنه قاوم بشدة، سأله الإنسان أن يطلقه فلم يشأ قبل أن يباركه، وهكذا منحه البركة وأسماه إسرائيل ومعناه الله القوي والمنتصر.

رأى البابا أن تلك الهوية الجديدة ليعقوب تشهد على انتصار وغلبة الله الذي يعطي بركته مجانا ليعقوب، كما أن التقليد الروحي في الكنيسة اعتبر هذا النص رمزا للصلاة على أنها صراع الإيمان وغلبة الثبات والمواظبة. إن الصلاة ليل طويل من البحث عن الله ومن الصراع المباشر للتعرف على اسم الله ومشاهدة وجهه؛ ليل صلاة وشوق إلى الله يتجلى في تخلي الذات البشرية واستسلامها للرحمة الإلهية.

وذكر البابا أن صلاة يعقوب في وادي يبوق أصبحت نقطة مرجعية للمؤمن كي يفهم العلاقة مع الله التي تجد معناها الرفيع في الصلاة. وأكد أن الصلاة تتطلب ثقة وتقربا حسيا من الله الإله الخصم والعدو وكذلك من الربّ المبارِك الذي يبقى غامضا ويبدو بعيد المنال. الصلاة هي شوق وابتغاء لبركة الله عبر التواضع والدعة والمحبة.

وكان البابا حيا أيضا مجموعة من المحاربين الأمريكيين وعددهم 45، جرحوا خلال مهمات عسكرية خصوصا في العراق وأفغانستان، وهم أعضاء في جمعية "المحاربين الجرحى" الأمريكية التي تعنى برعايتهم الصحية والنفسية وتعمل على انخراطهم واندماجهم في المجتمع، وأعرب عن قربه منهم وتضامنه الروحي معهم في الصلاة. وشارك في المقابلة العامة أيضا 250 شخصا من البعثة الإيطالية العاملة في القيادة الميدانية لقمة اتحاد القوى المسلحة.