البابا يصلي للعذراء مريم سيدة شيشان من أجل الكنيسة في الصين

يقوم آلاف وآلاف الحجاج والمؤمنين الصينيين الكاثوليك في 24 من أيار مايو من كل عام بزيارة معبد سيدة شيشان في شنغهاي بالصين لتكريم العذراء مريم تحت اسم معونة النصارى. وقد شيدت هذه الكنيسة الكاثوليكية عام 1863 على تلة شيشان غرب شنغهاي وأصبحت فيما بعد كاتدرائية، وهي أكبر بنيان مسيحي في آسيا الشرقية كلها، ويؤمه حجاج من القارة الآسيوية كافة.

وفي هذا اليوم ترفع الصلوات والأدعية من كل أنحاء العالم على نية الكنيسة في الصين، حسب رغبة البابا بندكتس الـ16 عقب رسالته الرعوية التي وجهها إلى أبنائه المؤمنين الكاثوليك في جمهورية الصين الشعبية بتاريخ 30 من حزيران يونيو عام 2007. وكتب يومها صلاة إلى سيدة شيشان، قال:

*** "أيتها العذراء القديسة، أم الكلمة المتجسد وأمنا، المكرمة في معبد شيشان باسم "معونة النصارى"، يا من إليك ترنو بحنو وعاطفة أنظارُ الكنيسة التي في الصين، نحوك نتقدم سائلين حمايتك. أميلي نظرك الرؤوف إلى شعب الله واهديه برأفتك الوالدية على دروب الحقيقة والمحبة، لكي يكون في كل آن خميرة تعايش متناغم بين المواطنين أجمعين.

بكلمة "نعم" العذبة التي تلفظتِ بها في الناصرة، سمحتِ للابن الأزلي أن يتخذ جسما في حشاكِ البتول ويطلق في التاريخ عمل الفداء الذي فيه شاركتِ وتعاونتِ بتفان عجيب، واقتبلت سيف الألم الذي جاز نفسك، حتى لحظة الصليب السامية حينما مكثتِ في الجلجلة واقفة جنب ابنك الذي مات ليحيا الإنسان. ومنذئذ صرتِ بطريقة جديدة أمّا لجميع الذين قبلوا بالإيمان ابنك يسوع والسير في خطاه حاملين صليبه على أكتافهم.

يا أم الرجاء، يا من في ظلمة السبت المقدس خرجت بثقة وطيدة للقاء صباح القيامة، امنحي أبناءك قدرة على استشفاف علامات حضور الله المحب، في كل ظرف حتى ولو كان حالكا.

يا سيدة شيشان، أعضدي جهد الذين في الصين يواظبون على الإيمان والرجاء والمحبة رغم المتاعب والمصاعب اليومية، لكيلا يخشوا أبدا الكلام عن يسوع المسيح إلى الناس وعن الناس إلى يسوع. في التمثال الذي يعلو المعبد، ترفعين ابنك يسوع إلى الأعلى وتقدمينه إلى العالم وذراعاه مفتوحتان في إشارة للحب. أعيني الكاثوليك الصينيين كي يكونوا شهودا صادقين لهذا الحب، محافظين على وحدتهم حول صخرة بطرس التي عليها بُنيت الكنيسة.

أيتها العذراء مريم، أم الصين وآسيا، صلي لأجلنا الآن وعلى الدوام. أمين!"