كلمة البابا قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء"

أطل البابا بندكتس السادس عشر كعادته ظهر كل أحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة "افرحي يا ملكة السماء". قال البابا: في الأحد الخامس لعيد الفصح تقترح علينا الليتورجية نصا من الإنجيل يتطرق إلى الإيمان بالله والإيمان بيسوع المسيح. الرب يقول لتلاميذه "تؤمنون بالله فآمنوا بي أيضا". فالإيمان بالله والإيمان بالمسيح ليسا فعلين منفصلين بل فعل إيمان واحد، ومشاركة في عمل الخلاص الذي صنعه الله الآب بواسطة ابنه الوحيد يسوع المسيح. مع العهد الجديد أظهر الله وجهه للبشر، كما قال يسوع في معرض رده على سؤال القديس فيليبس "من رآني رأى الآب". إن ابن الله ومن خلال موته وقيامته من بين الأموات أعتقنا من عبودية الخطيئة ليمنحنا حرية أبناء الله، وعرفنا على وجه الله الذي هو محبة: الله بات منظورا، يمكن رؤيته في وجه المسيح. ومن خلال الإيمان بالمسيح والاتحاد به يواصل تلاميذه، ونحن من بينهم أيضا، رسالته في التاريخ. إذ يقول الرب يسوع: "الحق الحق أقول لكم: من آمن بي يعمل هو أيضا الأعمال التي أعملها أنا". الإيمان بيسوع المسيح ـ تابع البابا يقول ـ يتطلب منا اتباعه في حياتنا اليومية، بواسطة أعمالنا اليومية البسيطة. يشدد القديس أغسطينس على أهمية قول المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة". لأن التعرف على الطريق يتطلب منا أن نتعرف على الهدف. والهدف هو الله الآب. فالدرب المؤدية نحو الآب السماوي ـ بالنسبة لنا كمسيحيين ـ تكمن في السير على خطى يسوع المسيح، والعمل وفقا لكلمة الحق وقبول هبة الحياة. في نهاية تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم ومنح الكل فيض بركاته الرسولية.