2011-05-08 14:24:08

البابا بندكتس السادس عشر يترأس القداس الإلهي في منتزه سان جوليانو في ميستري. دعوة لمقاومة الثقافة المادية


ترأس البابا بندكتس السادس عشر صباح الأحد القداس الإلهي في منتزه سان جوليانو في ميستري بمشاركة ثلاثمائة ألف مؤمن، وألقى عظة ضمّنها تحية حارة للجميع، من أساقفة، كهنة، شمامسة، رهبان وراهبات، علمانيين ومرضى، وخصّ بالذكر بطريرك البندقية الكردينال أنجلو سكولا والسلطات المدنية والعسكرية. تمحورت عظة الأب الأقدس حول إنجيل تلميذي عمّاوس ولقاء يسوع القائم من الموت والانتقال من اليأس إلى الرجاء، ومن الحزن إلى الفرح، وأضاف أنه يزورهم كأسقف روما وخليفة بطرس ليثبتهم في الأمانة للإنجيل وفي الشركة، وأشار لأهمية أن نتعلّم من يسوع على غرار تلميذي عمّاوس بدءا بالإصغاء لكلمة الله ومحبتها في نور السر الفصحي كيما تدفئ قلوبنا وتنير عقولنا وتساعدنا على إعطاء معنى لأحداث حياتنا. ودعا الأب الأقدس للبقاء دوما مع يسوع والاقتداء بحياته، واختيار منطق الشركة بيننا والتضامن والمقاسمة وأشار إلى أن الافخارستيا دعوة متواصلة لعيش حياتنا كعطية لله والآخرين. وتابع بندكتس السادس عشر عظته حول إنجيل تلميذي عمّاوس وقال: بعد أن عرفا يسوع عند كسر الخبز رجعا إلى أورشليم إذ شعرا بضرورة أن يخبرا ما حدث، أي اللقاء مع الرب القائم من الموت، وأشار البابا لأهمية أن يتحوّل كل مسيحي لشاهد مستعدّ ليعلن بعزم وفرح حدث قيامة المسيح، وشجّع البرنامج الرعوي لكهنة تريفينيتو متمنيا التزاما مثمرا من قبل جميع أعضاء الجماعة الكنسية. وحث الأب الأقدس على عدم الاستسلام أبدا لإغراءات الثقافة المتعية والاستهلاك المادي، وذكّر بأهمية إتّباع درب القداسة ودعا الجميع لوضع المسيح مركز حياتهم وقال: في يسوع تجدون القوة للانفتاح على الآخرين وجعل ذواتكم أيضا ـ على مثاله ـ عطية للبشرية كلها. وأشار بندكتس السادس عشر لأهمية تعزيز الوحدة الروحية العريقة لاسيما في ضوء ظاهرة الهجرة وذكّر بأهمية النمو المتناغم والمتكامل للإنسان والمجتمع، وشجّع أيضا الجهود المبذولة لتعزيز التضامن بين أبرشيات هذه المنطقة. وختم الأب الأقدس عظته في منتزه سان جوليانو في ميستري بطلب شفاعة مريم العذراء والقديسين والطوباويين وخص بالذكر القديس بيوس العاشر والطوباوي يوحنا الثالث والعشرين والمكرّم جوزيبي تونيولو الذي سيصبح طوباويا عمّا قريب، وقال "إن شهود الإنجيل هؤلاء هم الثروة الأكبر لأرضكم. اتبعوا مثلهم وتعليمهم. الرب القائم يسير معكم، أمس، اليوم وإلى الأبد".

وفي ختام القداس الإلهي، صّلى الأب الأقدس مع المؤمنين صلاة "افرحي يا ملكة السماء" ووجّه كلمة طلب فيها شفاعة مريم العذراء الكلية القداسة كيما تعضد الكهنة في عملهم الرسولي والرهبان والراهبات؛ وتؤازر الوالدين في نقل الإيمان لأبنائهم؛ وتنير درب الشباب ليسيروا بثقة على الطريق التي رسمها إيمان الآباء؛ وتنعش بالرجاء قلوب المسنين وتعزّي بقربها المرضى وجميع المتألمين؛ وتساند عمل العديد من العلمانيين المتعاونين بفعالية في البشارة الجديدة، في الرعايا والجمعيات والحركات العديدة، كحركة العمل الكاثوليكي المتجذرة بقوة في هذه الأرض. كما وشجّع بندكتس السادس عشر الجميع على العمل بروح الشركة الحقيقية في كرمة الرب.








All the contents on this site are copyrighted ©.