البابا يوجه رسالة فيديو إلى المشاركين في منتدى "رواق الأمم والشعوب" في باريس

رأى البابا بندكتس الـ16 أنه لا يمكن للديانات أن تخاف من علمانية عادلة، من علمانية منفتحة، تتيح لكل فرد أن يعيش ما يؤمن به ويعتقد حسب ضميره، ذلك في رسالة فيديو وجهها ليل الجمعة إلى المحتشدين في باحة كنيسة نوتردام بباريس والمشاركين في منتدى "رواق الأمم والشعوب" الذي دعا إليه المجلس البابوي للثقافة برئاسة الكاردينال جانفرنكو رافازي.

منتدى "رواق الأمم والشعوب" الذي أسدل الستار على أعماله بالاستماع إلى خطاب البابا المسجل على فيديو والذي تابعه آلاف المشاركين من مؤمنين وغير مؤمنين على شاشات كبيرة وضعت أمام كنيسة نوتردام الباريسية. وكان المنتدى عقد أعماله تباعا في مقر اليونيسكو، في جامعة السوربون، في الأكاديمية الفرنسية وختم ليل الجمعة عند أقدام نوتردام الذي طغى عليه الحضور الشبابي من المشاركين.

قال البابا إن رواق الأمم يذكر بالرواق القريب من هيكل أورشليم حيث كان يلتقي اليهود مع أتباع ديانات أخرى ولكنه كان مكان إقصاء للأمم والوثنيين الذين لا يحق لهم ولوج الهيكل.

ورأى البابا أن رواقا كبيرا انفتح في قلب باريس مدينة الأنوار لكي يعطي نبضا جديدا للقاء صداقة واحترام بين الأشخاص ذوي الاتجاهات والمعتقدات المختلفة. وأكد أن شبانا غير مؤمنين سيسائلون الشباب المؤمن ويطلبون منهم تقديم شهادة حياة مطابقة لما يؤمنون به ورفض كل ما يجعل الدين لا إنسانيا. فيما سيدعو الشبان المؤمنون أصدقاءهم غير المؤمنين لاكتشاف الكنز الثمين الذي يحملوه في أعماقهم وتقاسمه والسؤال عنه والتفكير به.

دعا البابا الشباب الفرنسي والأوروبي، مؤمنين وغير مؤمنين، أن يعتمدوا دوما طريق الحوار، لأن الأديان لا يمكنها الخوف من علمانية عادلة وعلمانية منفتحة، وأن يبنوا عالم "حرية ومساواة وأخوّة" كشعار فرنسا، وهو هدف وغاية منتدى "رواق الأم والشعوب" في باريس.

وحض الشباب على بناء جسور الاحترام والمساعدة والمحبة لكل كائن بشري لأنه خليقة الله وإذا صح التعبير الدربُ الذي يقود إلى الله؛ كما دعاهم، بهدي ما اختبروه في ختام المنتدى أمام كنيسة نوتردام، للإسهام في "هدم حواجز الخوف من الآخر، من الغريب، ممن لا يشبهنا وهو خوف ينتج غالبا عن جهلنا المتبادل وعن الشك واللامبالاة".

وإذ أمل البابا، في ختام رسالة المسجلة على فيديو، أن يوافي الشبان والشابات إلى موعد اليوم العالمي للشبيبة المرتقب الصيف القادم في مدريد، قال لهم "لا تخافوا! فعلى درب عالم جديد تسيرون فيه معا، كونوا باحثين عن المطلق، باحثين عن الله، حتى ولو كان الله للبعض إلها مجهولا".