2011-03-20 15:52:53

تعليق الأب اليسوعي فدريكو لومباردي لبرنامج "أوكتافا دييز"


جاء في تعليق للأب اليسوعي فدريكو لومباردي لبرنامج "أوكتافا دييز" بعنوان "الزلزال والمفاعل النووي" ما يلي "إن مشاهد المأساة اليابانية تواصل منذ أيام إثارة القلق والتساؤلات في النفوس. ففي البداية جرى الكلام عن ذكريات تسونامي الذي ضرب المحيط الهندي لست سنوات خلت وخلّف وراءه ضحايا ودمارا كبيرا بالإضافة إلى بحر من الآلام التي تحرّك ضميرنا وتضامننا وصلواتنا. خلال أيام قليلة تحوّل اهتمام العالم من موجة المد العاتية لينصب على كارثة المفاعل النووي. لقد أظهر اليابانيون أنهم قادرون على مواجهة مخاطر هزات أرضية بشكل رائع من خلال بناء أبنية قادرة على مقاومة الزلازل. ولو حصل الزلزال الذي ضرب اليابان في بلد آخر لكان سبّب المزيد من الضحايا والدمار. مع ذلك فإن الإنجازات التكنولوجية الحديثة في اليابان أبدت في هذه الكارثة نقطة ضعف غير مُنتظَرَة بمعنى ما إذ إن إصابة واحد من المفاعلات النووية الخمسين في البلاد بأضرار خطيرة كان مصدرا لمخاوف كبيرة لا تقل خطورة عن موجات المد العاتية. زد إلى ذلك أن مخاطر التأثيرات النووية تتسع مع مرور الوقت لتشمل العالم كله. الطاقة النووية مورد طبيعي كبير يحاول الإنسان استخدامه ولكن إذا فقد السيطرة عليه قد ينتفض ويتمرد على البشرية. يعرف اليابانيون أكثر من غيرهم تأثيرات الطاقة المتأتية من المادة على الإنسان. إن سلامة المفاعلات النووية والحفاظ على النفايات الإشعاعية أمور يصعب التأكد منها بشكل مطلق. أمام هذا الوضع لا بد من العودة للتأمل والتفكير باستخدام سليم للطاقات التكنولوجية وبمخاطرها وتكاليفها بمعنى تأثيراتها على الإنسان. وهذا ما يوصي به البابا بندكتس السادس عشر. هناك اليوم داخل المفاعل النووي في فوكوشيما فريق من الأبطال الذين شاؤوا التضحية بحياتهم لإنقاذ كثيرين كما فعل رجال الإطفاء في الحادي عشر من سبتمبر تدفعهم مشاعر المحبة والتضامن تجاه الآخرين حتى التضحية بالذات. إنه النور الحق في ظلمة المأساة. نور يدل على الاتجاه الواجب سلوكه أي السير مع يسوع نحو الفصح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.