البابا يعبر عن قربه الروحي من الشعب الياباني ويذكّر في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي بأهمية زمن الصوم

تلا البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم بمشاركة وفود من المؤمنين والحجاج غصّت بهم ساحة القديس بطرس، وعاد ليعبّر عن قربه من ضحايا الزلزال المدمّر في اليابان، وقال: إن مشاهد الزلزال المأساوي وتبعات تسونامي أثرت فينا بقوة. وأرغب بالتعبير مجددا عن قربي الروحي من سكان هذا البلد الأعزاء الذين، وبكل كرامة وشجاعة، يواجهون تبعات هذه الكارثة. أرفع الصلاة من أجل الضحايا وعائلاتهم وكل المتألمين بسبب هذه الأحداث الفظيعة وأشجع جميع الذين ـ وبحيوية جديرة بالثناء ـ يلتزمون بتقديم المساعدة. فلنظلّ متحدين بالصلاة."

وكان الحبر الأعظم قد استهل كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي متحدثا عن الأحد الأول من زمن الصوم الأربعيني الذي يشكّل في الكنيسة، وكما قال، مسيرة روحية استعدادا للفصح من خلال إتّباع يسوع الذي يسير بعزم نحو الصليب، ذروة رسالته الخلاصية. وأضاف الأب الأقدس: نتساءل لِم الصوم والصليب؟ والجواب لأن الشر موجود لا بل الخطيئة التي وبحسب الكتاب المقدس هي السبب العميق لكل شر، ولكن كلمة "خطيئة" لا يقبلها كثيرون لأنها تفترض نظرة دينية للعالم والإنسان. فبالفعل: إذا أبعد الله عن أفق العالم، لا يمكن الكلام عن الخطيئة. كما حين تتوارى الشمس تختفي الظلال؛ فالظل يظهر فقط عند وجود الشمس؛ وهكذا فإن كسوف معنى الله يقود لكسوف الخطيئة، وذكّر البابا بمزمور ارحمني يا الله "إليك وحدك خطئت". وأمام الشر الأخلاقي، تصرف الله هو مقاومة الخطيئة وخلاص الخاطئ. فالله لا يتسامح مع الشر، لأنه محبة، عدل وبر، ولهذا بالذات لا يريد موت الخاطئ إنما أن يتوب ويحيا. كما وأشار الأب الأقدس إلى أن العبودية الأكثر خطورة وعمقا هي الخطيئة. ولهذا أرسل الله ابنه إلى العالم ليحرر البشر من تسلّط الشيطان، وأضاف يقول: ضد خطة الخلاص هذه، قاوم الشيطان بكل قواه كما يذكر بنوع خاص إنجيل الأحد الأول من زمن الصوم حين جرّب إبليس يسوع في البرية. وأكد البابا في ختام كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي أن دخول زمن الصوم يعني كل مرة الوقوف مع المسيح ضد الخطيئة، وسأل معونة مريم العذراء الكلية القداسة في مسيرة الصوم كي تكون غنيّة بثمار التوبة، ودعا المؤمنين لرفع الصلاة من أجله ومن أجل معاونيه في الكوريا الرومانية، مع بدء أسبوع الرياضة الروحية.