في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن شخصية القديس الفرنسي فرنسيس دو سال

أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. تمحور تعليم الحبر الأعظم الأسبوعي حول شخصية القديس فرنسيس دو سال الذي أصبح في العام 1602 أسقفا على مدينة جنيف بسويسرا والتي كانت تُعتبر آنذاك معقلا للكلفينية، وهو التيار الإصلاحي الذي أسسه اللاهوتي البروتسنتي الفرنسي جان كالفان.

أوضح بندكتس السادس عشر أن القديس فرنسيس دو سال الذي وُلد في فرنسا تمكن من التوفيق بين إرث حركة "الأنسنة" وتيارات التصوف. تمحورت حياته حول المحبة المجانية لله، إذ كان يحركه حب كبير نحو الخالق دون أن يطلب لنفسه شيئا بالمقابل. وترك هذا النهج الروحي أثرا عميقا في المجتمع الأوروبي آنذاك، وحركت تعاليم هذا القديس الضمير المسيحي في تلك الحقبة.

كان القديس فرنسيس دو سال يردد أن جميع المؤمنين مدعوون لعيش حياة القداسة من خلال القيام بالفروض والواجبات اليومية الخاصة بكل شخص، وهي دعوة أطلقها من جديد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. حث هذا القديس الفرنسي المؤمنين على التصرف بدافع المحبة، وكان يعارض فرض الإيمان بالقوة، دعا إلى محبة الطاعة لا إلى الخوف من عصيان مشيئة الله. حياة القديس فرنسيس دو سال شكلت مصدر وحي لروحانية القديس يوحنا بوسكو والقديسة تيريز دو ليزيو، وتيارات روحية عديدة.