2011-03-02 15:54:48

 

تصريح مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب لومباردي حول اغتيال وزير الأقليات الدينية في باكستان


اغتيل وزير الأقليات الدينية في باكستان الكاثوليكي "شهباز باتي" برصاص مسلحين أطلقوا عليه النار في إسلام آباد اليوم الأربعاء حسب ما ذكرت مصادر طبية محلية. ووفقا لما ذكرته مصادر الشرطة فإن الوزير تعرض لإطلاق النار أثناء مرور سيارته في أحد الأحياء الراقية في إسلام آباد.

مدير دار الصحافة الفاتيكانية الأب اليسوعي فدريكو لومباردي صرح في هذا الصدد ردا على أسئلة الصحفيين فقال "إن اغتيال وزير الأقليات الدينية عمل عنف جديد شديد الخطورة. حدث يثبت صحة وفعالية مواقف البابا في ما يتعلق بالعنف الممارس ضد المسيحيين وضد الحرية الدينية بشكل عام". شهباز باتي كان أول كاثوليكي يشغل منصب وزير الأقليات الدينية. وكان البابا بندكتس السادس عشر استقبله في أيلول سبتمبر الماضي. طالما أدى الوزير باتي شهادة لالتزامه من أجل تعايش سلمي بين مختلف الجماعات الدينية في بلاده. إلى جانب الصلاة من أجل الضحايا والتنديد بهذا العمل الأثيم وإلى جانب التعاطف مع مسيحيي باكستان ضحايا البغض ينطلق نداء كي يعي الجميع ضرورة حماية الحرية الدينية والمسيحيين الخاضعين للعنف والاضطهاد. ويأتي اغتيال الوزير المسيحي في خضم السجال الذي يشهده هذا البلد المسلم حول مشروع لتعديل قانون ينزل عقوبة الإعدام بالمدانين بازدراء الدين. كما يأتي بعد أقل من شهرين على اغتيال حاكم إقليم البنجاب في مطلع كانون الثاني يناير الفائت والذي دافع عن امرأة مسيحية حكم عليها بالإعدام بتهمة إهانة النبي محمد.  رئيس مجلس أساقفة باكستان المطران "سالدانها" ندد بهذا العمل الإجرامي وقال إنه حدث يعكس أجواء عدم التسامح الديني التي تخيم على البلاد. ووجه سيادته نداء إلى الحكومة الباكستانية والمؤسسات الاجتماعية لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة. في غضون ذلك يتأهب أساقفة باكستان الكاثوليك للاجتماع لتقييم الوضع والقرار بشأن الإستراتيجية الواجب اعتمادها في المستقبل بهدف توعية الرأي العام المحلي والدولي. قال مصدر كاثوليكي في باكستان إن الجماعات المسيحية المحلية تشعر بأنها مستهدفة من قبل المتطرفين الإسلاميين والإرهابيين القادرين على قتل شخصيات سياسية. الحكومة الإيطالية من جهتها نددت بشدة باغتيال الوزير الباكستاني. وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني "نندد بهذا العمل الإجرامي ونؤكد التزام إيطاليا من أجل احترام الحرية الدينية وحقوق الإنسان في العالم كله". الناطق بلسان حركة "باكستان طالبان"، إحسان الله أحسان، تحمّل مسؤولية اغتيال وزير الأقليات الدينية شهباز باتي. وجاء في بيان لهذه الحركة أن الوزير قُتل على يد أربعة مسلحين تمكنوا من الفرار بعد أن أطلقوا النار عليه. أضاف البيان أن هذه العملية "عقاب" لكل من يعترض طريق الحركة الجهادية. يذكر أن المسيحيين في باكستان يشكلون أقلية أي 2% من عدد السكان البالغ 170 مليون نسمة. أقلية فقيرة مستهدفة من قبل الحركات الأصولية.  جماعة القديس إيجيديوس عبّرت عن ألمها العميق واستنكارها اغتيال الوزير الباكستاني، صديق هذه الجماعة، إذ شارك مرات عديدة في عملية نسج حوار بين مختلف الجماعات الإسلامية والمسيحية في باكستان. قال رئيس هذه الجماعة "إن مقتل باتي خسارة كبيرة لباكستان وللجميع. نحن على ثقة بأن تضحيته ومثاله سيقودان باكستان نحو مستقبل أفضل وفصل جديد من التعاون والتفاهم بين جميع المؤمنين".








All the contents on this site are copyrighted ©.