2011-02-27 15:28:29

واشنطن ومخاض الأنظمة العربية


في مخاض الأنظمة العربية توصلت الإدارة الأمريكية التي تواجه سلسلة من الانتفاضات في الشرق الأوسط إلى معرفة تامة بأن ملوك هذه الدول سيحافظون على الأرجح على عروشهم فيما أرجحية السقوط أكثر للرؤساء. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في موجة التظاهرات الحاصلة سقط حتى الآن رئيسان هما المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي بينما يعتقد مسؤولو الإدارة الأمريكية بأن وضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في هشاشة متزايدة. أما من جهة الملوك قالت الصحيفة إن ملك البحرين نجح في اجتياز تصاعد الاضطرابات في بلاده فائزا بدعم أمريكا رغم وحشية القوات الأمنية في قمع المتظاهرين. ويستبعد المسؤولون الأمريكيون أن يُخلَع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من منصبه في حين أن أمراء الخليج نجو حتى الآن من الاضطرابات وحتى في الأردن حيث اندلعت احتجاجات خطيرة فقد ناور الملك عبد الله الثاني بحذاقة للبقاء في السلطة رغم أنه ما زال أمامه التعامل مع السكان الفلسطينيين الذين يصعب التحكم بهم. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النمط من الملوك المتمسكين بالسلطة يؤثر على رد الإدارة الأمريكية على الأزمة فقد أرسلت دبلوماسيين كبار خلال الأيام الأخيرة لتقديم النصيحة والطمأنينة لهم بينما تنأى بنفسها عن الرؤساء الاستبداديين الذين يقاتلون من أجل السلطة. ولفتت إلى أن ذلك يُعد احتسابا لمصالح أمريكا أكثر من أي شيء آخر مضيفة أن الولايات المتحدة تقر بأن لا خيار لها إلا دعم بلدان مثل السعودية وأن كل الأوضاع قد تتغير بسرعة. أما في حالات مثل ليبيا حيث الزعيم معمر القذافي لا ملكا ولا رئيسا فإنه على حافة الانهيار بسرعة مذهلة. وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حثت السعودية على عدم إعاقة محاولة ملك البحرين إجراء إصلاحات في بلاده التي تعتمد على الدعم السعودي السياسي والاقتصادي. وأشارت إلى أن المسؤولين والخبراء الأمريكيين يظنون بأن ما قام به ملك الأردن في إبراز استعداد لإعطاء بعض السلطة للحكومة المنتخبة أو البرلمان قد يُسمح له بالتمسك بالسلطة. وذكرت أن واشنطن تأمل بتحول هذه الممالك كلها أخيرا إلى ملكيات دستورية. على صعيد آخر ندد محمد علي الحكيم ممثل العراق في جنيف خلال جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان بالجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات السلمية الجارية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس. وقال الحكيم نيابة عن المجموعة العربية إن المجموعة تعرب عن استنكارها الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين والتي لا يمكن القبول بها أو تبريرها وبخاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحي والأسلحة ضد المتظاهرين والتي تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ودعت المجموعة العربية السلطات الليبية إلى الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار الوطني والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في التظاهر والتعبير عن الرأي. كما رفضت المجموعة الاتهامات الخطيرة حول مشاركة بعض رعايا الدول العربية المقيمين في ليبيا في أعمال العنف ضد الليبيين ودعت للتحقق من صحة هذه الاتهامات وناشدت السلطات الليبية توفير الحماية اللازمة لكافة رعايا الدول العربية والأجانب وتسهيل الخروج الآمن لمن يرغب في ذلك. كما طالبت الدول والمنظمات بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة.








All the contents on this site are copyrighted ©.