البابا يحدث المؤمنين قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن ضرورة الثقة بمحبة الله

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد حين أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليحدث المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس وقدموا من مختلف أنحاء إيطاليا والعالم ويتلو معهم صلاة التبشير الملائكي. قال البابا "أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، تبرز في ليتورجية اليوم كلمات مؤثرة من سفر أشعيا "أتنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى ولو نسيت النساء فأنا لا أنساكِ؟ إنها دعوة إلى الثقة بمحبة الله اللامتناهية. كلمات تتماشى مع الكلمات الواردة في إنجيل متى حيث يدعو يسوع تلاميذه إلى الثقة بالآب السماوي الذي يَرزق طيور السماء ويُلبس زنابق الحقل. يقول المعلم:"فلا تهتموا فتقولوا: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبَس؟ فهذا كله يسعى إليه الوثنيون. وأبوكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذا كله". مضى البابا إلى القول "أمام الأوضاع المأسوية التي يعيشها أشخاص كثيرون، قريبون وبعيدون، قد تبدو كلمات يسوع سطحية. في الواقع يريد الله أن يقول "ما من أحد يستطيع أن يعمل لله وللمال" لأن من يؤمن بالله، الأب الغني بالمحبة تجاه أبنائه، يضع في المرتبة الأولى البحث عن ملكوته ومشيئته. الإيمان بالعناية الإلهية لا يعني تجاهل البحث عن حياة كريمة خالية من الخوف من الغد. ما من شك أن تعليم يسوع، وإنْ بقي فاعلا وحقيقيا للجميع، يمارَس بأشكال مختلفة وفقا لاختلاف الدعوات: فراهب فرنسيسكاني يعيشه بشكل جذري في ما رب عائلة يُدعى إلى مواجهة واجباته تجاه زوجته وأبنائه. على كل حال فإن المسيحي يتميز بالثقة العمياء بالآب السماوي كما فعل يسوع. أيها الأصدقاء الأعزاء، أدعوكم في ضوء كلمة الله لهذا الأحد، إلى طلب شفاعة العذراء مريم أم العناية الإلهية. إليها نوكل حياتنا ومسيرة الكنيسة وأحداث التاريخ. هذا ثم منح البابا المؤمنين بركته الرسولية. بعدها وجه تحيات باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية والإيطالية وتمنى للجميع أحدا سعيدا!