البابا يتلو التبشير الملائكي: من يقبل الله في حياته ويحبه، يستطيع البدء من جديد

"في هذا الأحد السابع من الزمن العادي، تخبرنا القراءات البيبلية عن مشيئة الله في إشراك البشر بحياته "كونوا قديسين، لأني أنا الرب إلهكم قدوس" كما جاء في كتاب الأحبار(19/1). بهذه العبارات استهل البابا بندكتس الـ16 كلمته قبيل تلاوة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد مع المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

أضاف البابا أن الله الرب دعا شعبه المختار بهذه الكلمات ليكون وفيا وأمينا للعهد معه في السير على خطاه وتأسيس الشريعة الاجتماعية على أساس الوصية "أحبب قريبك كنفسك" (أحبار 19/18). ولفت إلى أن وجود الدعوة نفسها،الهدف الجريء عينه، عند يسوع الذي قال: "كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي كامل" (متى 5/48). ومن يستطيع بلوغ الكمال؟ تابع البابا، إن كمالنا هو أن نحيا كأبناء لله متممين حقا مشيئته وإرادته.

وعن كيفية الاقتداء بيسوع؟ يقول الرب: "أحبوا أعداءكم وصلوا لأجل من يضطهدونكم، لتكونوا أبناء الآب الذي في السماوات" (متى 5/44-45). فأردف البابا: "من يقبل الله في حياته الشخصية ويحبه من كل قلبه، فهو قادر على البدء من جديد، قادر على إتمام مشيئة الله، وتحقيق شكل جديد من الوجود يحركه الحب وعينه شاخصة على الأبدية. وإذا أدركنا هذا الواقع وتجددت حياتنا به في العمق، فإن شهادتنا تصبح واضحة وبليغة وفعالة".

ودعا البابا لقراءة ما جاء في كتاب الاقتداء بالمسيح من أن "الحب لشيء عظيم جدا وهو خير كل الخير، لأنه وحده يخفّف كل ثقيل. الحب يتوق إلى العلاء، ويأبى أن يعيقه شيء من أمور الدنيا" (السفر 5، الفصل 3).

ذكر البابا المؤمنين بالاحتفال في 22 من الجاري بعيد قيام كرسي القديس بطرس، الذي أوكل إليه المسيح مهمة المعلم والراعي في قيادة شعب الله الروحية والارتقاء به نحو السماء. فحض جميع الأساقفة "على اعتماد أسلوب الحياة الجديد الذي دشنه الرب يسوع وتمسك به الرسل" (من رسالة بندكتس الـ16 في بداية السنة الكهنوتية).

وفي تحيته للمؤمنين والحجاج الناطقين بالفرنسية عقب التبشير الملائكي، قال البابا: "توجهنا قراءات اليوم الأحد نحو فرح المصالحة. فالرب يدعونا لإجراء أفعال مغفرة ملموسة: هذا الحب العاطفي للقريب والجار قادر على تغيير نظام العالم من خلال رفض حكمته الخداعة والأصنام التي يقدمها".