2011-02-18 15:46:36

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الجمعة 18 شباط فبراير 2011


محتجون ليبيون ينزلون إلى الشوارع والمصريون يتظاهرون احتفالا بانتصار الثورة وسقوط مبارك

نزل آلاف المحتجين المناهضين للحكومة في ليبيا إلى شوارع مدينة بنغازي الشرقية الجمعة بعد تظاهرات أدت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن وأسفرت عن مقتل أكثر من 24 شخصا. وعلم من مصادر شبه رسمية أن خمسة متظاهرين قتلوا في بلدة البيضاء الشرقية المجاورة لبنغازي وذكرت مصادر أخرى أن محتجين جلبوا خياما للاعتصام في الشوارع. ويتوقع أن تشيع جنازات القتلى اليوم في بنغازي والبيضاء. وقد تساعد هذه الجنازات على تنظيم المزيد من الاحتجاجات. وفي ما اندلعت اشتباكات بين قوى الأمن والمتظاهرين دعت المعارضة إلى احتجاجات في مبادرة تحد نادرة للقذافي ألهمتها انتفاضتا تونس ومصر بعد أن أطاحتا بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش" نقلا عن مصادرها في ليبيا إن هجمات قوات الأمن على المتظاهرين تظهر وحشية النظام الليبي حين يواجه أي انشقاق داخلي وشددت أنه لا يجب أن يضطر الليبيون إلى المخاطرة بحياتهم للدفاع عن حقوقهم. كما أشارت المنظمة إلى اعتقال عدد من الصحافيين المدافعين عن حقوق الإنسان وإلى أن الحكومة دعت إلى تظاهرات داعمة لها وتلقى المواطنون رسائل نصية تدعوهم للمشاركة في التظاهرات. وجعل التقييد الصارم للإعلام والاتصالات في ليبيا من الصعب تقييم مدى العنف لكن تقارير غير أكيدة على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن ما يصل إلى خمسين شخصا قتلوا. ويقول محللون سياسيون إن الثروة النفطية الليبية يجب أن تعطي الحكومة القدرة على التغلب على المشاكل الاجتماعية وتقلل خطر قيام ثورة على غرار ما حدث في مصر. ويقول معارضو القذافي إنهم ينشدون الحريات السياسية واحترام حقوق الإنسان وإنهاء الفساد. ويقول القذافي إن مواطني ليبيا يتمتعون بالديمقراطية الحقيقية. وقالت شبكة "سي إنْ إنْ" الأمريكية إن موالين للحكومة نزلوا أيضا إلى الشوارع في وقت مبكر الجمعة. وأضافت أن لقطات بثها التلفزيون الرسمي الليبي وأشير إلى أنها حية أظهرت رجالا يرددون شعارات موالية للقذافي. ليبيا أعلنت إرجاء القمة العربية السنوية المنوي عقدها في نهاية مارس المقبل في بغداد لكن الحكومة العراقية ردت بالقول إن قرارا من هذا النوع لا يمكن اتخاذه بشكل أحادي الجانب. وتشهد عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينها البحرين وإيران واليمن تظاهرات تطالب بإصلاحات اجتماعية واقتصادية مستلهمة من الثورتين في تونس ومصر حيث احتفل مليونا مصري اليوم في مختلف مدنهم بانتصار الثورة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك وطالبوا بتنفيذ مطالب الإصلاح التي أعلنتها حركات الاحتجاجات التي أطلقت شرارة الثورة. ونظمت القوى السياسية تجمعا في ميدان التحرير في وسط القاهرة أطلقت عليه اسم "تجمع جمعة النصر" شارك فيه ناشطون وممثلو الحركات السياسية وفنانون وكتّاب وجماهير غفيرة. وقال تحالف "شباب 25 يناير" إن المتظاهرين رفعوا خلال المسيرة المطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارىء ومعاقبة قتلة الشهداء وإطلاق الحريات. ويطالب ممثلو جماعات شاركت في الثورة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة بعد مبارك بإنشاء مجلس رئاسي يضم مدنيين وبتشكيل وزارة جديدة تتولى مهام الإصلاح السياسي خلال الفترة الانتقالية بالإضافة إلى إلغاء جهاز أمن الدولة. وكان الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وصل القاهرة ليل الخميس الجمعة للمشاركة في التجمع وألقى خطبة الجمعة في ميدان التحرير دعا فيها القادة العرب إلى الإنصات إلى شعوبهم وخوض حوار بناء. وفي البحرين شارك آلاف الأشخاص الجمعة في الضاحية الشرقية من العاصمة المنامة في تشييع مواطنَين شيعيَين قتلا في عملية التفريق الدامية لقوات الأمن أمس لاعتصام احتجاجي ضد الحكومة في العاصمة البحرينية. ردد المشيعون "لا شيعية لا سنية بل وحدة وطنية" حسب ما أفاد شهود عيان. يحصل هذا في الوقت الذي قتل فيه أربعة متظاهرين وجرح 18 آخرون خلال المصادمات في عدن بين قوى الأمن وفرق المحتجين على النظام المركزي. وقال عالِم شيعي بحريني بارز الجمعة إن مداهمة الشرطة للمحتجين التي خلفت أربعة قتلى هي "مجزرة" وإن الحكومة أغلقت بذلك باب الحوار. وتحدث الشيخ عيسى قاسم في مسجد بقرية شيعية على المشارف الغربية الشمالية للبحرين حيث احتشد الآلاف لصلاة الجمعة. وقاطع المصلون خطبته مرددين "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي تردد من قبل في كل من تونس ومصر. وللعالِم الشيعي البحريني نفوذ قوي لدى الأقلية الشيعية في دول الخليج العربية وهو ما يجعله شخصية مؤثرة في الاضطرابات التي تشهدها البحرين. في عدن جنوب اليمن ارتفعت حصيلة الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين المناهضين للنظام إلى ثلاثة قتلى فيما أصيب 19 آخرون على الأقل بجروح كما أفاد مصدر طبي الجمعة. وكانت الشرطة اليمنية فرقت آلاف المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الخميس وتواصلت الصدامات حتى ساعة متأخرة من الليل في مختلف أحياء مدينة عدن. في غضون ذلك هرع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى المنامة لعقد اجتماع طارىء لتأكيد تضامنهم مع الأسرة الحاكمة في مواجهة التظاهرات الصاخبة التي اجتاحت البحرين للمطالبة بالتغيير. دول الخليج قلقة لأكثر من سبب. قلقة لأنها خسرت النظام المصري الذي كان يشكل الدعامة الرئيسة لمحور الاعتدال التي هي عضو مؤسس فيه وقلقة لأن البحرين هي أحد أهم خطوط الدفاع الأمامية الخليجية في مواجهة المد المذهبي والسياسي والعسكري الإيراني في المنطقة. لا أحد يعرف ما إذا كانت الجهود الخليجية المبذولة حاليا كفيلة بإنقاذ نظام الحكم في البحرين والحيلولة دون سقوطه مثلما حدث للنظامين المصري والتونسي ولكن ما نعلمه أن الضغوط الكبيرة التي مارستها المملكة العربية السعودية على الإدارة الأمريكية لمنع سقوط نظام الرئيس المصري باءت بالفشل.الدول الخليجية تملك المال بل الكثير منه وصناديقها الاستثمارية تطفح بمئات الآلاف من المليارات، والمال سلاح مؤثر، ولا يوجد أدنى شك في ذلك لكنّ هذا السلاح يبدو بلا قيمة حقيقية إذا جاء متأخرا وجرى استخدامه في المكان والزمان غير المناسبَين ونعتقد أن هذا ينطبق على الحالة البحرينية. صحيح أن البحرين هي الأكثر فقرا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي لكن الفقر والبطالة ليسا المفجر الحقيقي للاضطرابات الحالية إنما غياب الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية واستئثار مجموعة صغيرة بالسلطة والوظائف الهامة ووجود ممارسات تمييزية تتم على أسس طائفية. تعليقا على الاضطرابات التي عمت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قال الزعيم الديني لجماعة التيبيت الدالاي لاما إنها أحداث شعبية تدخل في إطار تقليد اللاعنف الذي دعا إليه أب استقلال الهند المهاتما غاندي. وأضاف أن مبادىء اللاعنف التي أوصى بها غاندي ألهمت مارتن لوتير كينع ناشط الحقوق الإنسانية الزنجي في الولايات المتحدة الأمريكية ونيلسون مانديلا رائد الصراع ضد نظام الفصل العرقي في أفريقيا الجنوبية. واليوم قال الدالاي لاما حصل الأمر نفسه في تونس ومصر بدون أن يطلق المتظاهرون رصاصة واحدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.