2011-02-11 16:17:15

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية  الجمعة 11 فبراير 2011


خطاب مبارك وردود الفعل المحلية والدولية عليه

أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك في كلمة وجهها إلى الشعب المصري بثها التلفزيون المصري مباشرة مساء أمس الخميس أنه يفوض صلاحياته لنائبه عمر سليمان وفق ما يحدده الدستور، مؤكدا أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد مبارك التزامه في حماية الدستور قبل نقل السلطة إلى من سيتم انتخابه، متعهدا بتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نزيهة في شهر سبتمبر أيلول المقبل.

هذا وأكد الرئيس المصري أنه لا يقبل الإملاءات من الخارج مهما كان مصدرها، وقال مبارك إنه لا يشك في صدق نية الشباب المحتجين، مقدما اعتذاراته عن الضحايا الذين قُتلوا خلال الأحداث الأخيرة. وتوجه مبارك بكلامه مخاطبا المعتصمين في ميدان التحرير قائلا "مطالبكم مشروعة وعادلة"، مضيفا "لن أتهاون في معاقبة الذين ارتكبوا الجرائم بحق الأبرياء"، مشيرا إلى أن دماء هؤلاء لن تذهب هدرا.

ذكر مبارك أن الأخطاء واردة في كل نظام غير أن المهم هو الاعتراف بها وتصحيحها. وقال "إنني عازم على الوفاء بكل تعهداتي". وأكد الرئيس المصري أن الحوار أسفر عن توافق وطني في المواقف واعتبر أنه يتعين متابعة هذا الحوار للوصول إلى خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد"، مشيرا إلى "أن الحوار الوطني أسفر عن تشكيل لجنة متابعة تحرص على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وتابع مبارك خطابه إلى الأمة المصرية قائلا "تقدمت اليوم بتعديل ست مواد من الدستور، وإلغاء المادة 179 منه" تمهيدا لإلغاء قانون الطوارئ. وقال إن التعديلات ترمي إلى تسهيل شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.

وقد ثار المتظاهرون في ميدان التحرير وفي الإسكندرية غضبا لعدم إعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه الفوري عن السلطة وطالب بعضهم الجيش بالانضمام إليهم في احتجاجاتهم. وبعد دقائق على انتهاء خطاب الرئيس مبارك توجه نحو عشرة آلاف متظاهر إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة حيث أعلنوا عن تنفيذ اعتصامات جديدة هناك إلى جانب تلك القائمة في ميدان التحرير وأمام مقار مجالس الشعب والشورى والوزراء. كما وصل نحو ثلاثة آلاف متظاهر إلى قصر العروبة الرئاسي في منطقة مصر الجديدة.

بالمقابل حذر المعارض المصري محمد البرادعي على موقع "تويتر" من "انفجار" الوضع في مصر داعيا الجيش إلى التدخل "لإنقاذ البلاد". وفي مقابلة مع صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية اعتبر البرادعي أن المرحلة الانتقالية التي سيقودها نائب الرئيس عمر سليمان لن تحمل الديمقراطية للبلاد إلا "إذا واصلنا الضغط على النظام". وكان البرادعي قد اقترح تشكيل مجلس ثلاثي وحكومة وحدة وطنية خلفا لنظام الرئيس مبارك.

في واشنطن قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن الإدارة الأمريكية قلقة بشأن مستقبل انتقال السلطة في مصر وتسعى إلى الحصول على إيضاحات بهذا الشأن من القبل المسؤولين المصريين المعنيين.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر أن نقل صلاحيات الرئيس المصري إلى نائبه عمر سليمان وفق الدستور أمر "غير كاف"، داعيا القاهرة إلى سلوك طريق واضح نحو الديمقراطية. وحث أوباما الحكومة المصرية على عدم اللجوء إلى القمع والوحشية ضد المتظاهرين، مطالبا الرئيس المصري بإحداث تغيير ذي مصداقية، ملموس ودائم.

وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض أن السير قدما يعني ضمان احترام الحقوق العامة للشعب المصري والاستماع إلى صوته. أضاف البيان أن الكثير من المصريين غير مقتنعين بأن الحكومة جادة في الانتقال إلى الديمقراطية، ومن واجب الحكومة أن تتحدث بوضوح إلى شعبها والعالم. طالب البيان بإلغاء قانون الطوارئ وبإجراء محادثات مع المعارضة وبالإعداد لانتخابات حرة ونزيهة.

من جهته وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخطوة المصرية الأخيرة بأنها كانت حتمية، معبرا عن أمله بأن تتجه مصر نحو الديمقراطية وليس إلى شكل آخر للديكتاتورية. وقال "آمل أن  تتخذ القيادة المصرية خطوات تؤدي إلى الديمقراطية لا إلى ديكتاتورية دينية". أما وزير الخارجية البريطاني وليام هايغ فاعتبر أن خطوة الرئيس مبارك "غير واضحة المعالم".

من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون "لقد جان وقت التغيير في مصر"، مضيفة أن "الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد أمام إصلاحات سريعة وعميقة" وذلك في إشارة إلى رفض مبارك الاستقالة من منصبه.

وأضافت المسؤولة الأوروبية في تصريح للصحفيين "سنعير اهتماما خاصا لرد الشعب المصري خلال الساعات والأيام المقبلة"، موضحة أنها "ستبقى على اتصال مع السلطات المصرية للتشديد على ضرورة حصول مرحلة انتقالية ديمقراطية منظمة ودائمة". أما وزير الخارجية الألماني فسترفيليه فعبّر عن خيبة أمله من الخطاب الذي ألقاه مبارك ورأى أن موقف الرئيس المصري لن يساهم في تهدئة الوضع في مصر.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن العالم يشجع على التغيير في مصر، لكن يتعين إعطاء البلاد الوقت الكافي للحيلولة دون سقوطها في أيدي المتطرفين. واعتبر باراك في حديث لقناة "آيه بي سي" الأمريكية أن الفائزين الحقيقيين لأي انتخابات في مصر تجري على المدى القصير سيكونون الأخوان المسلمين.

وقال باراك خلال زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة إنه ليس متشائما بشأن مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط رغم الاضطرابات التي تشهدها مصر وأماكن أخرى من العالم العربي. وقال: "رغم كل الاضطرابات يتعين علينا أن نبحث عن فرص للسلام". جاءت كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي في وقت أشار فيه بعض القادة السياسيين في إسرائيل والغرب إلى المخاطر المحدقة باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في حال وصول المتشددين الإسلاميين إلى السلطة في مصر.








All the contents on this site are copyrighted ©.